سعد السعود
بعد البداية المميزة للأخضر وحصده لعشر نقاط في مشواره الآسيوي للوصول لبطولة كأس العالم.. يصطدم منتخبنا يوم بعد غدٍ في طوكيو بالكمبيوتر الياباني في منعطف خطر جداً.. يمكننا القول إنه إذا ما اجتازه فسيقطع شوطاً كبيراً في مهمته الصعبة.. وسيزيح عن طريقه أحد أصعب المنافسين.
وكما أن الفوز أو حتى التعادل سيدفع بالأخضر بعيداً فإني أتمنى ألا تحبط الخسارة لو حدثت -لا قدر الله- نفوس اللاعبين والمسؤولين وكذا الجمهور.. فالمنافس قوي جداً.. وعاد من أستراليا في الجولة الماضية بتعادل ثمين.. وبدأ يستعيد هيبته لذا يجب الحذر كل الحذر من هذه المغامرة.
وحتى نعود من هناك بأقل الأضرار إن لم نحصل على المكاسب فإنه يجب على لاعبي الأخضر محاولة استدراج اليابانيين لأطول وقت ممكن.. فمع تقدم وقت المباراة بلا تسجيل تزداد ثقة لاعبينا بأنفسهم وبالمقابل يدخل الشك في نفوس المنافسين.. وعلاوة على ما سبق يجب على لاعبينا أن يعوا أهمية التسليم الصحيح للكرات.. وهي المعضلة التي برزت في المباريات السابقة وأسهمت باهتزاز شباكنا في بعض الكرات.. لذا تقارب اللاعبين مع التركيز أثناء الاستلام والتسليم سيكون ذا أهمية كبيرة في رسم سيناريو المباراة وإلى أين تتجه.. كل الدعوات لمنتخب الوطن بالعودة من هناك وقد رسم الفرحة على شفاه المحبين.
لجنة توثيق البطولات بين شاتم وشامت!!
الضجة التي صاحبت إعلان لجنة توثيق البطولات كانت متوقعة.. فالأمر حساس.. والوسط الرياضي ومن سنوات جُبل على أن الاعتراف ببطولات المنافس يعتبر بمثابة الانتقاص من الذات.. في حين الكرم الحاتمي كان ولازال يتسلل كالمطر على عداد البطولات للفريق المحبب.
لذا خطوة كهذه تم التعاطي معها باتجاهين متناقضين: الأول كان شامتاً بالآخرين.. فدندن على أرقام اللجنة.. وصادق على نتائجها.. وسخر من معارضيها.. أما الفريق الآخر فكان شاتماً لكل ما يتعلق باللجنة سواءً كانوا الأعضاء أو حتى الأرقام.. فأطلق لسانه أو حرفه بكل إساءة.. وخوّن اللجنة وشكك بتوجهاتها وصب جام غضبه على من كان خلف هذا العمل الإحصائي.
في حين غاب صوت العقل إلا ما ندر.. فلم نرَ من يتحدث بواقعية.. فيفند الأخطاء إن وجدت.. أو يصادق على الأرقام بالحجة.. لتكتفي الأندية بالبيانات.. وتتجاهل -إلا ما ندر- ما منحته اللجنة من مدة للاعتراض على الأرقام وتقديم ما يثبت صدقية اعتراضها.. وكأنها قررت الرفض لأجل الرفض.
أخيراً، عمل ضخم كهذا كان حري باللجنة أن تأخذ وقتاً أطول في رصدها.. وأن تستفيد من كل الخبرات الموجودة.. فتستقطب كل المؤرخين الرياضيين بمختلف انتماءاتهم.. وتقوم باطلاع الوسط الرياضي على آلية عملها.. ووقتئذ سيكون الجميع على بينة.. ويكون النقاش علناً.. والتفكير بصوت مسموع.. وحتماً لو حدث مثل ذلك لخفت حدة الاحتجاج.. ولم نشاهد مثل هذا السيل من الاعتراضات.
منع ألتون.. ماذا عن أنجوس؟!
حسناً فعلت لجنة الاحتراف بمنع الأندية من التعاقد مع البرازيلي ألتون وهو من قام بفسخ عقده من طرف واحد دون رغبة ناديه.. في خطوة تحسب للجنة وتمنع التلاعب الذي كان يمكن أن يحدث لو لم تتدخل اللجنة وتضع حداً لذلك.. علاوة على حفظها لحقوق النادي المتعاقد أولاً.
لكني تمنيت أن يكون هنالك توجه مماثل من اتحاد الكرة تجاه المدرب أنجوس وهو من تعلل بظروفه للرحيل عن الفيصلي.. لنفاجأ بتوقيعه مع القادسية.. وهي الخطوة التي قابلها الفيصلي ببيان أبدى فيه استغرابه واستنكاره ومطالبته بالمحافظة على مبادئ المنافسة الشريفة.
أما من يبرر بأن المدربين يختلفون عن اللاعبين.. ويتحجج بموافقة الفيصلي التي كانت على مضض.. فإني أقولها بفم مليان: المبادئ لا تتجزأ.. ومن يريد صيانة التعاقدات فيجب أن يتعامل بذات المسطرة مع كل أدوات اللعبة.. وإلا فلنتوقع المزيد من هذا العبث وذلك الخداع.
آخر سطر
المسؤول الذي ينشر غسيل مؤسسته بعد رحيله.. ويذكر تجاوزات كانت في حضوره دونما تحرك منه.. هذا المسؤول المتفرج هو المتهم الأول بالتجاوز لأنه رضي وقت عمله بأن يكون أشبه بمزهرية.. والمشكلة أنه حتى الورود التي في المزهرية كانت صناعية بلا حياة واكتفت بلعب دور الديكور لا أكثر.