محمد بن علي الشهري
جرت العادة على أن أكثر الناس توجساً ورهبة من هطول الأمطار هم أصحاب البيوت ذات الأسقف (الرثّة) أو (المتهالكة)، كما هو حال من يحمل فوق رأسه (قربة) مخرومة.
هكذا بدت الأمور منذ أن تم الإعلان الرسمي عن تشكيل فريق عمل توثيق بطولات الأندية، وبالتالي وضع حد للفوضى العارمة الحاصلة في وسطنا الرياضي حول هذه المسألة، إلى درجة مزرية بلغت أقصى مستويات العبث؟!.
ذلك أنه بمجرد أن تم الإعلان عن تشكيل فريق العمل، حتى تقافز الذين ظلوا يعيشون على التزييف والتزوير والغش، والكذب وتضليل جماهير أنديتهم، تقافزوا من هنا وهناك على طريقة (كاد المريب أن يقول خذوني) في محاولة لوأد المشروع من أساسه، أو على الأقل التشويش والتأثير على عمله بغية إفشال مهمته الوطنية السامية، بل الضرورة، طمعاً في أن تظل الساحة عبارة عن (حراج) يتكسبون فيه؟!.
فكان من الطبيعي أن تتواصل (فوضويتهم) على خلفية إعلان النتائج التي وضعت الأمور في نصابها الصحيح، والتي تم من خلالها وبموجبها قطع الطريق على العابثين الذين اتضح مؤخراً أن بعضهم - من مؤرخي القصاصات - كانوا يبنون آمالاً عريضة في الحصول على الثروات ثمناً لأكاذيبهم وتأليفاتهم وتلفيقاتهم للبطولات الوهمية والهلامية التي ظلوا يوهمون البسطاء بحيازتها زمناً طويلاً، وحين سطعت الحقيقة جن جنونهم لأنهم ببساطة، خسروا كل شيء على طريقة (من تغدّى بكذبة ما تعشّى بها).
بخلاف حفلات (الردح) التي جرت في بعض البرامج كالعادة، والتي شاهدنا مقاطع منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كردود فعل موغلة في الخلط والإفلاس، ذلك أنه على الرغم من عِلم الجميع بأن مهمة فريق العمل تنحصر في رصد وتوثيق البطولات، ولا تعنيه الأعمار الزمنية للأندية، ومع ذلك قرأنا لبعض من يدندن، ويلف ويدور حول وجاهة ربط توثيق المنجزات بالعمر الزمني للنادي، وهو ما ذكّرنا بأساليب بعض المعلمين قديما في احتساب الدرجات، وذلك باستعمال (الشِبر) لقياس حجم ومساحة الإجابات على الورق التي كلما زادت، زادت وارتفعت معها نسبة منح الدرجات دون النظر لقيمة المحتوى، أو القدح في أهلية أعضاء فريق التوثيق من خلال أعمارهم، وكأن المكلَّف بأمانة التوثيق - بصرف النظر عن عمره - من الهوان بحيث يأخذ بسواليف (العواجيز والحكواتية) على حساب الأعراف الدولية المتبعة، والوثائق الرسمية؟!.
خلاصة القول: طالما أنهم ضد إقامة المشروع من أساسه، وعندما فشلوا حاولوا تعطيل إعلان النتائج لأطول مدة ممكنة، إذن كيف يُنتظر منهم التعاون، وتقبُّل إجراءات تنظيف السجلات البطولية للرياضة السعودية مما أحدثوه فيها من عبث على مدى عقود.. يعني بالعربي: هم يريدونها (فوضى) حتى لا تنكشف عوراتهم.
رسالة عتاب:
إلى الزميل القدير الدكتور/ سليمان العطني.
أجزم يا زميلنا العزيز أن الشخص الذي يظهر على الشاشة أمام الملأ، ثم لا يستطيع حماية معلوماته بالأدلّة والبراهين، سواء كان بداعي الخوف أو الترفع، أن الأكرم والأسلم له ألاّ يظهر أساسا.
ذلك أنه من خلال حلقة برنامج (عالم الصحافة) ليوم الأربعاء الماضي، وكان النقاش تحديداً حول (خمبقة) عبد اللطيف بخاري، ذكرت أن اتهاماته قد شملت أندية الأهلي والفتح والنصر، وهذه حقيقة ثابتة وموثقة سمعها منه القاصي والداني عبر الإذاعة والتلفاز، وأقواله تلك ما تزال مسجلة وموجودة، إلا أنه عندما انتقل الحديث إلى الضيف الموجود في الاستوديو عارضك بشدّة، نافياً أن يكون البخاري قد أتى على ذكر تلك الأندية من قريب أو بعيد، بحجة أن البخاري قد أنكر ذلك، وأُغلق النقاش حول الموضوع بهذا الشكل الذي وضعك أمام المتلقي موضع المتقوّل المضلِّل في مقابل صواب ما أورده نظيرك في الاستوديو، وهو عكس الحقيقة تماماً، وكان عليك، على أقل تقدير أن تختم بالقول: راجع تسجيلات ما قاله البخاري عبر الإذاعة والتلفاز، لا أن يَتمَّ إغلاق الموضوع وأنت مُدان بذلك الشكل، ولا أعلم لماذا ارتضيت لنفسك ذلك الموقف وأنت الأكاديمي والإعلامي المحنك؟!.
ولتتأكد أيها الزميل: فإنَّ العتب يظل على قدر العشم والمقامات.
دعاء:
اللهم وفق (منتخب الوطن) في مهماته الوطنية القادمة، وكن له معيناً وناصراً، واخذل كل من تمنّى خذلانه وسقوطه لكي يتشفّى، وافضحه يا الله على رؤوس الأشهاد.
من الأمثال الخليجية:
(من عاش بالحيلة مات بالفقر).