د. ناهد باشطح
فاصلة:
((الزراعة أقل تعباً من الحصاد))
-حكمة ألمانية-
في 22 نوفمبر من سنة 1963 كان المواطن Abraham Zapruder في مدينة دلاس يصور مرور موكب الرئيس الأمريكي جورج كندي فوقع ما لم يكن في الحسبان إذ تم اغتيال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. كانت فرصة هذا المواطن الذي باع تلك الصورة لمجلة Life بـ150 ألف دولار.
اليوم صار بإمكان أي مواطن أن يصور حتى لو لم تكن معه كاميرا ثقيلة مثل كاميرا أبراهام، لقد أصبحت التكنولوجيا الرقمية للصوت والصورة والنص في متناول الجميع وصار نشر المعلومة من حق الجميع.
هذه هي صحافة المواطن التي لها عدة أسماء ومصطلحات تستخدم في الوسط الإعلامي مثل الصحافة التشاركية (participatory journalism)، والإعلام مفتوح المصادر (open-source media)، والإعلام الديمقراطي (democratic media)، وصحافة الشارع (street journalism)، والإعلام البديل (alternative media)، والصحافة الشعبية (grassroots journalism) وهي التي بدأت في الانتشار لدينا لكن ما زالت الصحف الورقية تراهن على صمودها أمام صحافة سريعة ترصد الواقع.
نحتاج في صحافتنا أن نطلق تطبيقات تخصص مساحة للمتلقي أن يصبح مراسلاً نحتاج كصحافة أن نحتوي بعض المدونات المتعلقة بالصحافة، بدلا من أن نواجه في المستقبل القريب انحسار القارئ عن متابعة الصحف الورقية خاصة أن صحافة المواطن صارت تقدم له الأخبار دون تأخير، ولم يبق لدى الصحف إلا العمل على التحليل لجذب القراء فماذا سيحدث غدا إذا ما وجد القارئ ما يريده بشكل أسرع وربما أعمق في المستقبل القريب جداً؟!