د.عبدالعزيز العمر
لا أعرف من هو ذلك الشخص في وزارة التعليم الذي تفتق ذهنه عن حل سحري لمشكلة تكرر غياب طلابنا شبه الجماعي في الأسبوع الذي يسبق كل إجازة مدرسية، وكذلك في الأسبوع الذي يسبق بدء كل فترة اختبار نهائي. لقد رأى أهل الحل والعقد في وزارة التعليم أن حل هذه المشكلة يكمن في إشعار الطلاب بأن غيابهم سوف يؤثِّر على قبولهم في الجامعة. هذا حل عسكري للمشكلة، ونحن دائماً معجبون بالحلول العسكرية لكونها مخيفة ومهدده للطالب. لكننا لم نسأل أنفسنا يوماً السؤال التالي: لماذا يغيب طلابنا عن مدارسهم هذا العدد الكبير من الأيام؟ يغيب الطلاب عن مدارسهم لأنهم وببساطة شديدة لا يجدون في مدرستهم ما يشدهم إليها، يغيب الطلاب عن مدارسهم لأن بيئة المدرسة موحشة وطاردة للطلاب. لكن ما الذي يجعل بيئة المدرسة موحشة وطاردة؟ تصبح المدرسة موحشة وطاردة لطلابها في الحالات التالية: 1- وجود معلمين لا يحسنون التعامل الإنساني مع الطالب، ولا يحترمون كينونته وكرامته، 2- وجود بيئة مادية غاية في السوء (فصول متكدسة، وعدم وجود مساحات كافية لممارسة أي نشاط تعليمي أو ترفيهي، تدني خدمة التغذية، عدم توفر أدوات تعليمية تجعل التعلّم مشوّقاً)، 3- تعرض الطلاب للتهديد المستمر من زملائهم أو معلميهم أو إدارة مدرستهم، 4- فشل المنهج المدرسي في تقديم معرفة ومهارات وخبرات حياتيه يجد فيها الطالب معنى لحياته وتحقيقاً لذاته. عموماً يبقى غياب الطالب عن مدرسته خسارة تعليمية كبيرة للطالب وللنظام التعليمي. ولتقريب الصورة تخيل الخسارة التي يمكن أن تلحق بصاحب متجر يغلق متجره بشكل متكرر في بعض أيام العمل.