رقية سليمان الهويريني
بدأ العام الدراسي في 18 سبتمبر 2016م، وعادة لا تبدأ الدراسة الفعلية إلا بعد مضي أسبوع، أي أن الانتظام الحقيقي للطلبة في الدراسة كانت في 25 سبتمبر، وما أن انتظموا في دراستهم حتى داهمتهم إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول التي يفترض بدايتها في نهاية يوم الخميس10 نوفمبر؛ ولكن الطلبة بدأوها في 7 نوفمبر أو قبله بقليل، بما يعني أن أيام الدراسة الواقعية هي سبعة وثلاثون يومًا فقط! ولن يستأنف الطلبة الدراسة بعد الإجازة المقررة بأسبوع ولكنهم سيمددونها عدة أيام بحيث يحضرون في منتصف الأسبوع أي في يوم 22 نوفمبر! وسيتمتع تلاميذ رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية المجتازين لمعايير التقويم بأسبوعين إجازة قبل امتحانات نهاية الفصل الأول، حيث ستبدأ إجازتهم يوم 12 يناير 2017 بمعنى أن الدراسة الفعلية هي شهر وعشرون يومًا تضاف على سبعة وثلاثين يومًا ليكون مجموع أيام الدراسة الفعلية للفصل الأول سبعة وثمانين يومًا ويضاف عليها عشرة أيام للمرحلتين المتوسطة والثانوية!! ومثلها أو أقل منها للفصل الثاني وما يتخلله من إجازة منتصف الفصل وما يترافق مع الأيام الممطرة أو المغبرة أو ذات الطقس السيئ! بما يشير إلى أن أيام الدراسة طيلة العام لا تتعدى180 يومًا فقط من واقع 365 يومًا، ويعني على جانب آخر أن أيام الإجازات أكثر من ستة شهور!!
فما عسى الأسرة أن تفعل إزاء هذا الصخب والفوضى؟ والورطة الفصلية بعدم قدرتها على التنظيم وضبط إيقاع الحياة الأسري؟ وكيف يستوعب المجتمع بطالة الشباب وفراغهم الطويل؟ في غياب استراتيجية إدارة الإجازات، والثقافة التي لا بد أن تسايرها؟!
أتساءل كيف لمجتمع نامٍ يتأهب للتنمية الشاملة وأطفاله وشبابه ينامون نصف عام كامل في نهاره ويسهرون ليله أو بصورة أدق (يقضون لياليه وأيامه بأكل ونوم فقط)؟!
ولمن يستسهل الأمر، ويراه طبيعيًا؛ فإنني أقول بمرارة: إن بعض موظفي الدولة والقطاع الخاص يرتبون إجازاتهم ويجدولونها بحسب عُطل المدارس، فكيف يتسنى لهم ذلك؟ ومن أين يحصلون على رصيد إجازات كافٍ لمجاراة الطلبة والمعلمين؟
ولئن كانت العطلات قد ناسبت عصرًا مضى من الكسل والتثاؤب والنوم؛ فأزعم أنها لا تناسب رؤية تؤذن بالعمل وتتطلع للإنتاج وتستشرف المستقبل!