سعيد الدحية الزهراني
..ما الذي يحدث الآن، بماذا تفكر، شاركنا اللحظة.... إلى آخر عبرات التحفيز التي تعتمدها مواقع التواصل الاجتماعي لتنسل بخفّة وكأنها الفايروس إلى أعماق المتصلين المتواصلين.. وبالتالي تفجير نواة الذات الإنسانية الأولى عبر تفجير طاقة الانفعالات والمشاعر والأحاسيس داخل معمل الزمن اللحظوي القائم على وحدة الومضة!
.. ما أشبه لحظة الاتصالية الالكترونية الجديدة اليوم.. بلحظة البارود النوبلي بالأمس.. وما أتعس إنسان اليوم حين استطاع الوصول إلى تفجير نواة الذات الإنسانية العميقة وتشتيتها وتشظيتها وانشطاراتها.. تماماً كتعاسة إنسان الأمس القريب حين تمكن من تفجير نواة الذرة معلناً ولادة قنابل وأسلحة الدمار الشامل التي تتخصص في إهلاك الحرث والنسل والحياة..
أتساءل: كم كانت نشوة الاكتشاف حينها؟! أجزم بأنها كانت أجلّ من خوف التهديد بفناء الجنس البشري هذا الحين.. وهذا ما أخافه.. أن يأتي اليوم الذي نتمنى فيه ان لم يصل الاتصال إلى تفجير ذات الإنسان بلحظة الشعور والأحاسيس والانفعال..
نواتج تفجير نواة الذرة دمار معلن وظاهر للمدن والحيوات والحضارات والبشر.. لكن نواتج التفجير الاتصالي للنواة الانسانية داخلي مستتر؛ ذات قلقة مشتتة غير مستقرة مضطربة واهمة بالافتراضي منفصلة عن الواقع مستعبدة للشاشة غريبة عن معايشة تفاصيل الحياة.. ولا ذاكرة لها ولا ذكريات.. وقائمة الدمار والأشلاء الممزقة تتمدد وتتوالد.. وكأن الإنسان يفسد الحياة مرة أخرى!!
*تعظيم الذات الافتراضية.. يعني تفجيرها !