أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: إنني متابِع جادٌّ غيرُ عاشقٍ لكلِّ ما كتبه (علي حرب) مِن مقالات وكتَيِّباتٍ تَمَذْهَبَتْ واحتوتْ توجيهاتِ التثقيفِ الفرنسيِّ لِلْمُلَمَّعِيْنَ في الجنوبِ العربيِّ بعد أنْ تَقَهْقَرَ جماعةُ (أدونيس) النُّصَيْرِيِّ ومواقِفَ وحوار في الشمال العربي.. قال علي حرب في جريدة الحياة بالعدد رقم 19572 في 4-2-1438 ص15 في مقالته التي كتبها بعنوان: (العرب هم الْـمُسْتَهْدَفُون وليس المسلمون): ((أين المشكلة، وهل المسألة الآن وسط كل هذا التفكّك الذي يشهده العالم العربي هي مشكلة دينية تتعلق بالإسلام وهويته، أو بمَعرفة الفِرقِ والمذاهب التي تمثِّله وحدها من دون سواها على الوجه الصحيح؛ لتصنيف سواها واستبعاده تحت هذه الخانة أو تلك؟؟.. [قال أبوعبدالرحمن: هذا أسلوبٌ أعجميٌ غامض].. هل المشكلة هي تراجع العالَمِ السُّنِّيِّ أو ضَعْفِه في مواجهة القوة الشيعية الصاعدة بقيادة إيران ومن يؤيِّدها أو ينخرط في مشروعها الاستراتيجي من شيعة العرب؟.. قناعتي أنَّ هذا تبسيطٌ للمشكلة، أو التفافٌ عليها وهروب منها؛ فالعالَمُ السُّنِّيُّ هو عالَم كبير وشاسع.. [الأفصح بدون واو العطف] بسكانه وجغرافيته ودُوَلِه التي ليست مُستهدَفة.. ولا أحسِب أنَّ إيران تفكِّر في استهدافٍ دولٍ كماليزيا أو إندونيسيا أو باكستان أو تركيا.. العرب هم المستهدَفون بقدر ما هم عاجزون عن تدبُّرِ شؤونهم أو جمْعِ كلمتهم على أمرٍ من الأمور.. وهم مستهدفون من كل اللاعبين على المسرح: غربيين وإسلاميين وخصوصاً:[الفصاحةُ والبلاغة في حذف واو العطف] من الأميركيين والروس أو الإيرانيين والأتراك.. الأمرُ الذي حوَّل بلدانَهم إلى ساحاتٍ مفتوحةٍ وسائبة لتدخُّلِ هذا الداعية المشعوذ، أو ذاك الجنرال المتغطرس، أو هذا الزعيم المتواطئ، أو ذاك الرئيس العاجز)).
قال أبو عبدالرحمن: بلغة الزُّهَّادِ أقول: مدداً مدداً ياألله ، وبمقتضى البراءةِ من هذا التدليس أقول: أوَّلاً : العربُ هم الأكثر، وهم ذوو الهيمنة في الشرق الأدنى بلدِ المسلمين بخلاف الشرق الأوسط والشرق الأقصى؛ فعروبتُهم مستهدفةٌ من أجل إسلامِهم وقيادتهم التاريخيةِ لأمَّةِ الإسلام .. وثانياً: أنَّ أعْظمَ ما في التدليسِ الإسقاطُ الشنيع؛ فلماذا أسقط التحالُفَ على الخلافةِ الإسلامية العثمانية، ولماذا أسقط التصريحاتِ التي لا تكاد تُحْصَرُ من زعماء الولايات المتحدة والروس وزعماء الغرب بالغين المعجمة على أنَّ عدوَّهم من الآن هو الإسلام منذ سَقَطَتْ الماركسيةُ؟.. لماذا أسقط البداياتِ الأولى منذُ هَيْضَةِ نابليون على شرقنا الإسلامي، ومكايدِ كرومر، ووعد بلفور الذي أرْغَمَ النصارى ذوي القلوبِ الرحيمةِ على قبولِ نسيجِ الأكاذيب في العهد القديم بعد تحريفه ابتداأً بقبول ملحمة (هرمجدون) الخرافية؟.. لماذا أسقط عداء اليهود للنصارى منذ افترائهم على مريم ومحاولتهم قَتْلَ عيسى عليهما صلواتُ الله وسلامُه وبركاته؟.. لماذا أسْقَطَ فرْضَ اليهودِ والأحَدِيِّيِيْنَ الذين تحوَّلوا إلى سَبْتِيِّيِيْنَ على كلِّ دولةٍ الْعَلْمانيِّةَ التي لا دين لها إلَّا القانون الوضعي الذي خلافُه جريمةٌ؛ وهو مفروضٌ بمجازِ مُرَوِّعةٍ مثلِ مَجْزَرَةِ الْمَجَر؟.. وثالثاً: لماذا أسْقَطَ اهتمامَ ذوي الظُّلْم العالمي الْفِرَقَ التي هي على ضلال مبين كالنصيريةِ وحزبِ الشيطان في لبنان، ومجوسِ إيران؛ فقد دَلَّلُوْهم، وسلَّطوهم على المسلمين وديارهم، واستباحتْ قوانينُ العدالة في زعْمِهم هذا الظُّلْمَ الفادحَ من الإفساد في الأرض ، وقَتْلِ الشيوخِ والعجائز والأطفال؟.. ورابعاً: لماذا أسْقَطَ الظُّلْمَ العالَمِيَّ الفادِح باختلاقِ الدولةِ الإسلاميةِ في العراقِ والشام.. أي (دعش) التي هي صهيونيةٌ يهوديَّةٌ بَحْتَةٌ، وصهيونيَّة مَضَلَّلَةٌ بصيغة اسم المفعول من مشارق الأرض ومغارِبها؛ ولا يحتاجُ الأمْرُ إلى شرح عدوانِها وظُلْمها وإفسادها في الأرض كافتضاض النساء التي لا تتجاوز أعمارُهُنَّ خمس سنواتٍ إلى سبعٍ، وليس لهم من دعاية الإسلام أدْنَى نصيبٍ ولو بحديث ضعيف.. وفي فمي أكْثَرُ مِن مُـجَّةٍ، فإلى لقاء مع هذا البلاءِ في السبت القادم إنْ شاء الله تعالى, والله المُستعانُ .