موضي الزهراني
في الأسبوع الماضي حضرت حفل تدشين (المشروع الوطني للوقاية من العنف بين الأقران الذي تم تسميته «بالتنمر») الذي تم تنظيمه شراكة ما بين برنامج الأمان الأسري الوطني بوزارة الحرس الوطني، واللجنة الوطنية للطفولة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» لدول الخليج العربي، حيث تم في نهاية برنامج التدشين تسليم المشروع من قبل المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني د. بندر القناوي لوزير التعليم ورئيس اللجنة الوطنية للطفولة د. أحمد العيسى. هذا التسليم الرسمي يعني أن وزارة التعليم ستكون مسؤولة عن تنفيذ هذا المشروع المهم جدًا الذي بدأه برنامج الأمان الأسري من عام 2014م عندما نظم مؤتمرًا وطنيًا للوقاية من العنف بين الأقران في مدارس التعليم العام وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم واللجنة الوطنية للطفولة ومنظمة اليونيسيف حيث ناقش المؤتمر مشكلة التنمر وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع.
والجميل في الأمر لم يقف المؤتمر عند ذلك بل توالت المراحل المهمة لإعداد هذا المشروع الوطني الذي يتعلق بسلوكيات أهم شريحة في الوطن إلا وهم «الطلاب والطالبات» من إعداد للحقائب التدريبية وتهيئة توعوية للمشروع، وإعداد الفريق الوطني المركزي للتدريب على حقائب المشروع وهذه المرحلة من المراحل المهمة لأي مشروع قبل إطلاقه ميدانيًا. والمأمول بعد جهود برنامج الأمان الأسري العديدة في هذا المشروع التي بدأت من عام 2011م كفكرة، أن تتولى وزارة التعليم تطبيق هذا المشروع بمراحله المختلفة على مختلف المراحل التعليمية وعلى مستوى مناطق المملكة، حيث من الضروري التركيز على التوعية المجتمعية مقارنة بالتوعية المدرسية وذلك لنشر ثقافة الوقاية من هذا السلوك العدواني داخل البيئة المدرسية، وعدم الاستهانة بأولياء الأمور آباء وأمهات في الشراكة المستمرة لتنفيذ هذا المشروع لدور الأسرة الفاعل في الحدَ من تطور هذا العدوان ليصل إلى درجة «التنّمر» حيث إن استخدام المتعمد للعنف وبصورة متكررة لفترة طويلة في المحيط المدرسي وما يجاوره لا يصدر من فراغ، بل للتنشئة الأسرية دور كبير في هذا التنمر المتعدد في صوره الذي بدأ ينتشر في السنوات الأخيرة وتطور للأسف الشديد في صور بشعة طالت حتى مديري المدارس والمعلمين! ولا ننس أن من أهم الأسباب للتنمر هو «أسباب تتعلق بالبيئة المدرسية وتكون» علاقة المعلم بالطلاب هي أكثرها حساسية في حصر هذا السلوك أو ظهوره بصورة بشعة تؤثر على البيئة المدرسية تأثيرًا يسيء للبرامج الوقائية المدرسية! فهذا المشروع أصبح الآن بين يدي وزارة التعليم التي لديها سابقًا مشروعات كثيرة ذات أبعاد تربوية وأخلاقية مهمة مثل «مشروع فطن، ومشروع رفق للقضاء على العنف المدرسي، ومشروع نبراس للوقاية من المخدرات» والمأمول من هذه المشروعات أن تحقق الأهداف التربوية والأخلاقية منها حتى لا تكون كلامًا على ورق!