صالح الهويريني
وأخيراً.. ظهرت إحصائية عدد بطولات الأندية السعودية بصفة رسمية (أقصد على صعيد كرة القدم).. هذه الإحصائية ليست مجرد توثيق فقط وإنما هي أيضاً تصحيح لتاريخ بطولات أنديتنا والذي نتمنى أن يكون بداية لإيقاف مسلسل (حراج البطولات) الذي يظهر علينا بين الحين والآخر.
) بعيداً عما سبق ذكره وعن حكاية من يؤيده أو يعترض عليه تبقى الانتقادات التي طالت نتائج عمل لجنة التوثيق ورئيسها وأعضائها (في كوم).. ومن تباكى من خلال برنامجه (ما بقي إلا يشقق هدومه) زعماً منه بأن توقيت إعلان إحصائيتها يتعارض مع مصلحة منتخبنا (في كوم آخر)، وعلى اعتبار أن هذا المتباكي هو أحد الذين التزموا الصمت على الاتهامات بتعاطي المنشطات والتي طالت (ياسر القحطاني.. نواف العابد.. وسالم الدوسري) قبل إحدى المشاركات السابقة للمنتخب.. فضلاً عن أنه أيضاً هو من فتح برنامجه لكل من أراد ذم المنتخب والتحريض ضده والتشكيك أيضاً في إمكانيات بعض نجومه قبل أكثر من مشاركة سابقة له.
* الكارثة.. أن بعض الذين تباكوا على مصلحة المنتخب بسبب إعلان لجنة التوثيق لعدد بطولات الأندية هم أنفسهم الذين كانوا يتمنون خسارته عندما كان سامي الجابر قائداً له ومن بعده ياسر القحطاني.
* سألني أحد الأصدقاء لماذا لا يعترف الهلاليون ببطولات المناطق والوديات ولا يضيفونها لبطولات فريقهم وعلى اعتبار أنهم لو أضافوها فإن عدد بطولاته سيتجاوز الـ(80) بطولة وبفارق (40) بطولة تقريباً عن أقرب منافسيه وهذا من مصلحته؟.. فقلت: هذا تاريخ وما تقوله هو تزييف للحقائق التاريخية لاسيما أن المعايير الرسمية للبطولات لا تنطبق على البطولات التي لم يعترفوا بها ولم يضفوها لبطولات فريقهم الرسمية.
* لكن إذا تم احتساب بطولات المناطق والوديات لفرق أخرى وتم اعتمادها من ضمن بطولاتها (من الجهة الرسمية) فالهلاليون لن يصمتوا وسيبادروا في إضافة هذه البطولات لسجلات بطولات فريقهم أسوة بالفرق الأخرى.
* من أطرف ما سمعت أن هناك من طالب (بعدم احتساب بطولة الأمير فيصل بن فهد من ضمن البطولات الرسمية زعماً بأنها تنشيطية، ولأنها تقام بدون اللاعبين الدوليين وعلى رأسهم ماجد عبدالله).
* وعندما أقول إن هذه المطالبة هي من أطرف ما سمعت فلأن صاحبها (جاهل) في التاريخ وعلى اعتبار أن البطولة رسمية وكان يشارك فيها اللاعبون الدوليون وأحدهم ماجد عبدالله الذي شارك مع النصر يوم خسارته بالخمسة (5-صفر) من أمام الأهلي في نفس البطولة خلال موسم 1417هـ وكانت في جدة (ملعب الأمير عبدالله الفيصل).. إضافة إلى أكثر من مباراة.
رئيس الهيئة.. والبطولات
* الذي يثير الأسى بعد صدور إحصائية البطولات هي تلك الانتقادات التي طالت الرجل النزيه الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة وجردته من نزاهته وشككت في ذمته وبلغت حد الدناءة والتشكيك أيضاً في شرعية إشراف هيئة الرياضة على لجنة التوثيق، وكأن هذه اللجنة خاصة ببطولات كرة القدم وليس كل الألعاب، بل وكأن سموه رئيساًَ لدائرة حكومية أخرى ليس لها علاقة بالرياضة.
* كل بطولات (الدوري العام) التي احتسبها النصراويون من ضمن بطولاتهم هي (بطولة مناطق).. وهي عبارة عن تصفيات تمهيدية لبطولة كأس الملك وبطولة ولي العهد مثلها مثل أي تصفيات تمهيدية تقام في المنافسات الكروية على مستوى العالم، ولهذا من غير المعقول (نظاماً) أن تحتسب كبطولات لأي فريق حققها.
* (بطولة الدوري العام) أقيمت أربع مرات في المملكة.. ثلاث منها لم تستكمل لأسباب مختلفة.. وواحدة منها فقط هي التي استكملت وهي التي حصل عليها الأهلي في موسم 1389هـ بعد فوزه على الاتفاق بهدف عمر رجخان في يوم (13-5-1969م) وأدارها تحكيمياً عبدالرحمن الدهام وساعده عبدالرحمن الموزان ومحمد المرزوق وتسلم الأهلي على إثرها (درع) وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
* النصر هو أكثر فريق غاب عن البطولات (الفريق الأول) وبواقع (15) موسماً (محلياً وخارجياً) من موسم 1419هـ وحتى نهاية موسم 1433هـ.. يليه الاتحاد بواقع (14) موسماً.. من موسم (1388هـ وحتى نهاية موسم 1401هـ).
* ومن ثم الهلال والأهلي بواقع (12) موسماً لكل فريق (الأهلي) من موسم (1406هـ وحتى نهاية موسم 1417هـ).. والهلال من موسم (1385هـ وحتى نهاية موسم 1396هـ).
* لكن لو احتسب الهلاليون مثل غيرهم (بطولات المناطق) فإن مدة غياب فريقهم ستتقلص إلى النصف تقريباً لأنه في موسم 1388هـ حقق بطولتي الوسطى والغربية في مسابقة كأس الملك.. ومن عام 1389هـ وحتى نهاية عام 1396هـ سيصبح عدد مواسم غيابه عن البطولات (8) مواسم فقط.. ونحذف منها (موسم 1395هـ) ستكون (7) مواسم وعلى اعتبار أن البطولات في هذا الموسم (ألغيت) بسبب وفاة الملك فيصل رحمه الله.
احذروا (التقليد)
* عندما كانت تمارين كرة القدم في الأحياء قبل أكثر من عشرين عاماً (لمحت) حارس مرمى الفريق المقابل وهو يمارس (معتقدا نصرانيا) بعد تصديه لضربة جزاء (فنهرته) وقلت له هذا ما يجوز (وهو صغير في السن).. وسألته عن سبب ممارسته لهذا المعتقد.. فكانت الطامة عندما قال لي: إن اللاعبين العالميين في التلفزيون يسوونها.. يعني (يقلدهم).
* الذي أريد أن أصل إليه من واقع ما سبق ذكره هو أن بعض الأجانب في ملاعبنا يمارسون (معتقداتهم النصرانية) وأن بعض شبابنا وصغارنا ربما تأثروا بهم اعتقاداً منهم بأنها (حركة طبيعية وعادية) وعلى غرار ما فعله أحد اللاعبين الصغار خلال إحدى المباريات قبل أسبوعين.. لذا من واجب إدارات الأندية أن (تحذر) لاعبيها من تقليد أي لاعب أجنبي يمارس (معتقده) حفاظاً على عقيدتنا.