عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... لو كان من حقي تغيير مسمى دوري جميل لفعلت وأطلقت عليه دوري الإقالات والاستقالات، حيث لم يسبق أن شاهدت أو سمعت مثلما يحدث في هذا الدوري حيث وصل الأمر بلغة الأرقام ان يرحل مدرب في كل جولة، وهذا أمر صعب ومرهق ومشين ويدل على استمرار العمل الارتجالي وسياسة (رخيص وكويس) والمشكلة ان البداية كانت من الأندية الأبرز والأكثر خبرة ودراية إدارية عن غيرها مثل الهلال والأهلي اللذين كانا الأوائل في الاستغناء عن أجهزتهم الفنية قبل أن يلحق بهم الخليج والفتح والاتفاق والتعاون والقادسية والباطن وأخيراً الفيصلي.
والحقيقة أن ما يحدث أمرغير مسبوق بل لم يحصل إطلاقا أن يتم إنهاء عقود المدربين تباعا ومن الجولات الأولى للدوري والاستمرار حتى أصبحت ظاهرة ومع كل نهاية جولة يكون العنوان الأبرز والمنتظر هو الاستغناء عن مدرب لأحد الأندية وإذا ما استمر الأمر فسيكون رقماً قياسياً ليس على المستوى العربي أو القاري، وقد يكون على المستوى العالمي وننفرد بها كأول دوري في العالم في كل جولة ضحية وما هو واضح أمامي ان الجولات القادمة بعد التوقف سيكون فيها مدربون على صفيح ساخن وأبرز المرشحين للمغادرة والالتحاق بمن سبقوه مدربا الوحدة والرائد ان لم يكن هناك مفاجأة ويتم الاستغناء عن أسماء بارزة ومن أندية كبيرة والأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد.
صدارة المنتخب وتفاقم الإصابات
حقيقة لم تعد منتخبات القارة المتطورة والمميزة مثل المنتخب الياباني والأسترالي مصدر قلق أو تهديد لصدارة منتخبنا أو عائقاً لتأهل المنتخب لمونديال 2018 ولكن أصبحت الإصابات المتتالية وتعرض اللاعبين لإصابات مقلقة وصعبة فبالأمس فقدنا أحد أفضل لاعبي الارتكاز لدينا اللاعب عبدالعزيز الجبرين بإصابته بالرباط الصليبي وقبله تفاقمت إصابة اللاعب سلمان الفرج والذي لم يعد يستطيع خدمة ناديه ولا منتخب بلاده، وبعد ذلك يصاب اللاعب المخضرم والأكثر خبرة تيسير الجاسم بكسر في أحد أصابع يده ورغم إيماننا أن لاعب كرة القدم معرض للإصابة في أي لحظة سواء في أي مباراة أو حتى من خلال أداء التمارين ولكن ما يزعج هو التوقيت والكم والمراكز فلو تمعنا في اللاعبين المصابين لوجدنا أنهم جميعا يلعبون في منطقة الوسط وجميعم مؤثرون ولهم قيمتهم الفنية والمعنوية مع ان الموجودين فيهم الخير والبركة، ولكن منتخبنا بحاجة لكل عنصر من عناصره خاصة في هذا الوقت المهم والحساس قبل التوقف الطويل في التصفيات حيث يعتبر لقاء الثلاثاء القادم لمنتخبنا في اليابان الاخير في جولة الذهاب قبل استئنافها من جديد في رحلة الإياب في شهر مارس من عام 2017م ولكن تظل الثقة في البقية الموجودة وكلنا ثقة بهم ونتطلع إلى لقاء ممتع وإيجابي بإذن الله أمام اليابان رغم صعوبة المهمة.
نقاط للتأمل
- كم كنت أتمنى من سمو رئيس هيئة الرياضة ان يوجه بتأجيل إعلان نتائج توثيق البطولات كما فعل سابقاً حتى نهاية منافسات المنتخب التي يخوضها حاليا وتحديدا يوم الثلاثاء في لقاء صعب ومهم امام المنتخب الياباني فاليوم الشارع الرياضي بإعلامه وجماهيره ومنتدياته منشق وأنواع السدح والردح والقاء التهم هنا وهناك، وفقد الجميع التركيز ودعم منتخب الوطن ولم يبق سوى بعض العقلاء الذين ذهبوا بعيدا وبمنأى عما يطرح مؤخراً من نقاش بيزنطي لا يقدم ولا يؤخر بالأمر شيئا.
- اعتذر سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة عن كلمة (مو شغلك) واعتذر كذلك الدكتور عبداللطيف بخاري لسمو الرئيس عما بدر منه وهذه هي دائما ديدن الرجال الكبار فالخطأ وارد ومحتمل والشعور به هو الأفضل وتقديم الاعتذار هو الشهامة والفراسة ولا يقوم به الا الكبار والكبار فقط، والحمد لله اننا نمتلك من الكبار الكثير منهم في مجتمعنا ولا يعني لنا ان كان هناك في وسطنا الرياضي من الصغار من هو متعال أو يرفض هذه الثقافة والخصلة الحميدة فديننا الإسلامي يأمرنا بالتسامح والعفو والتجاوز والله سبحانه يصفح ويقبل التوبة للمسلم فلنكن متسامحين وعطوفين ومحبين لكل ما فيه خير بيننا.
-كل ما يقلق في لقاء منتخبنا الثلاثاء القادم خط الدفاع وعدم انسجام لاعبيه وذلك لإصابة بعضهم وإبعاد البعض الآخر وإعطاء الفرصة للاعبين آخرين وهذا امر ليس في صالح المنتخب من حيث التوقيت، ويجب أن نعترف ان لقاء المنتخب الياباني منعطف هام في مشوار تصفيات كأس العالم وإذا ما عاد المنتخب بالتعادل فهذا أمر جيد ويمكن التعويض في لقاء الإياب بعدما يقابل المنتخب كل المنتخبات على أرضها وبين جماهيرها باستثناء لقاء منتخب العراق الذي لم يتحدد مكانه إلى الآن.
- يتطلع الشارع الرياضي إلى الانتخابات القادمة والترشيحات المتوقعة والأسماء المتقدمة للاتحاد السعودي لكرة القدم والذي انتهت فترته وسيكون لقاء اليابان الثلاثاء آخر تواجد للاتحاد الحالي وأعضائه وكل ما يأمله الرياضيون والاندية ان يكون الاتحاد القادم أفضل من سابقه وأن يكون المرشح قد استفاد بعد ان اطلع على كل السلبيات السابقة والذي من أبرزها هيمنة الأندية على الاتحاد ولجانه وألا تصبح الأندية أقوى من اتحادها وكل دعواتنا بالتوفيق لأي مرشح يسخر جهده ووقته وخبرته لخدمة الرياضة والأندية والرقي بها لأعلى المستويات والعمل على حل مشاكلها المتأزمة.
خاتمة:- ستواجه صنفاً لا يفكر إلا في نفسه وصنفاً ينكر المعروف وصنفاً يخذلك في نهاية الطريق وقد تصفعك الحياة بمن وثقت بهم.. فتعلم كيف تنهض بنفسك.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.