«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
اليوم يوم الجمعة وما أروعه من يوم لدى المسلمين في مختلف دول العالم لكن هناك من يعمل في هذا اليوم وهم بالملايين في الدول غير الإسلامية التي تعد يوم الجمعة يوم عمل، ومع هذا عديد من الدول بدأت في السماح لمواطنيها المسلمين بأخذ ساعة من العمل لتأدية صلاة الجمعة جماعة.. ويوم الجمعة لدى كافة المسلمين هو يوم له قدسيته وتقديره فلقد نزلت فيه سورة «الجمعة» في اليوم نفسه لذلك يعد يوم الجمعة من الأيام ذات الطابع الديني حيث تقام فيه صلاة الجمعة.
هذا وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال فيه: »ساعة» لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي ويسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه...
وجميعنا يعلم بأهمية صلاة الجمعة جماعة لذلك أغلب الدول العربية اعتمدت هذا اليوم «الجمعة» يوم عطلة، فهو يوم مبارك عند كافة المسلمين لما تميز به من خصائص دينية واجتماعية فلقد اعتاد الكثير من المسلمين أن الاجتماع مع بعضهم لبعض بعد الصلاة في أحد البيوت أو حتى المجالس العائلية المعروفة وهي كثيرة في الدول الخليجية والعربية وحتى الإسلامية، أما في دول الغرب فلقد اعتاد المسلمون الاجتماع في القاعات الملحقة في الجوامع أو المساجد أو حتى المراكز الإسلامية التي انتشرت ولله الحمد في عديد من دول العالم غربية أو شرقية.. حيث يتداولون الأحاديث والدروس والمواعظ التي تعزز من المفاهيم والقيم والمبادئ الإسلامية السمحة..؟! ومن أجمل وأروع المشاهد هي الصلاة يوم الجمعة حيث يسارع الجميع الكبار والصغار للصلاة جماعة في الجوامع المنتشرة في مختلف المدن الإسلامية وكم هو محظوظ من أتاحت له ظروفه أداء صلاة الجمعة في الحرمين الشريفين والاستماع إلى خطبة الإمام.. ومن هنا فيوم الجمعة يوم جميل، بل رائع حيث تلتقي الأسرة مع كبيرها. سواء كان الوالد أم الوالدة أو حتى الأخ الأكبر في حالة رحيل الوالدين، وهناك من يتوجه لمجلس عميد الأسرة بعد صلاة الجمعة حيث ترتاح النفس المتعبة والروح التي تنسد اللقاء مع الأحبة من الأهل والمعارف وحتى الجيران أو الضيوف ويوم الجمعة اعتاد البعض الاستمرار في النوم حتى منتصف النهار خاصة إذا أطالوا السهر. لكن هناك من تعود على الاستيقاظ مبكرًا في مختلف أيام الأسبوع، ومن بينها يوم الجمعة، وعديد من المواطنين والمقيمين يقومون في هذا اليوم بتوفير ما تحتاجه بيوتهم ومنازلهم من مواد غذائية أو تموينية فاليوم عطلة فهو فرصة ممتازة للتسوق، أو الاسترخاء والاستمتاع بقراءة القرآن الكريم، وفي الماضي في الأحساء وحسب ما رصدته ذاكرتي وبحكم انتشار عيون المياه في مختلف مدن وقرى الأحساء كان الكثير من أبناء الأحساء يتوجهون ضحى يوم الجمعة للاستحمام والاغتسال في هذه العيون استعدادًا لصلاة الجمعة.. وما زلت أذكر ما كانت والدتي رحمها الله تقوله من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: حول أهمية الاغتسال قبل صلاة الجمعة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر يوم الجمعة: من غسل واغتسل وبكر وابتكر، ودنا وأنصت واستمع غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة..؟! وفي عصرنا الحاضر ومع الأسف هناك من يتجاهل هذا اليوم العظيم فلا يعطيه حقهمن الاهتمام والتقدير فلا لقاء مع أحبته وأفراد أسرته الصغيرة أو حتى الكبيرة لمتابعة شؤونها وشجونها..؟! كم منا يهتم بذلك ويحرص كل الحرص على تحقيق تعاليم رسولنا الكريم..؟!