«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بفكرة جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه وبالدعم الذي تحظى به من مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، مشيراً إلى أن ذلك يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بسلام وأمن العالم من ناحية وبتسخير البحث العلمي لفائدة البشرية من ناحية أخرى، ووصفها بأنها مبادرة مميزة تعني بقضية مصيرية تهدد الأمن العالمي وهي قضية المياه.
جاء ذلك خلال احتفال الجائزة بتوزيع جوائزها المختلفة على العلماء والباحثين المتخصصين في شؤون المياه، وذلك بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الجائزة - رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية - وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز أمين عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ومعالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس الفضلي، ومعالي المهندس عبدالله بن يحيى المعلمي مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، ومعالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس الجائزة، إضافة إلى سفراء عدد من الدول العربية والعالمية الأعضاء بالأمم المتحدة.
هذا وقد ثمنّ الفائزون بالجائزة في دورتها السابعة مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله في تبنى هذه الجائزة، مؤكدين على أنها تعكس عمق جذور الخير في شخصية رجل متفرد امتدت أياديه البيضاء إلى العالم أجمع دون تفرقة بين دين أو جنس.
وأجمع الفائزون على أن الأبحاث المقدمة لنيل الجائزة على مدى الدورات السبع تمثل قاعدة علمية ثرية لتفادي مخاطر ندرة المياه وتحجيم أثارها السلبية، مشيرين إلى أن ذلك يحتاج إلى تكامل الجهود الدولية والمزيد من الاهتمام من الدول والمؤسسات المعنية.
وشهد حفل تسليم الجائزة الذي أقيم بمقر الأمم المتحدة حضوراً دبلوماسياً وإعلامياً مكثفاً كان الغائب الحاضر فيه السجل الخيري الإنساني لسلطان الخير مؤسس الجائزة .
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية لـ «الجزيرة» أن هذه الجائزة العالمية تمثل محوراً مهماً من برامج المؤسسة العلمية والثقافية وتجسد دورها الرائد عالمياً «.
وأكد سموه على» أن اهتمام الأمم المتحدة باحتضان حفل تسليم الجائزة في هذه الدورة أمر يعكس المكانة العلمية الدولية التي تحظى بها والاعتراف العالمي بدورها الرائد في معالجة قضية حيوية تمس مستقبل العالم بأسره «
وحول الجائزة قال سموه « اهتم الأمير سلطان بن عبد العزيز (رحمه الله) بالإنسان وصحته وتعليمه وبيئته أينما كان. وفي هذا الإطار أسس سموه جائزة عالمية باسمه تقديراً وتشجيعاً للجهود التي تُبذل في حل مشاكل المياه من خلال التقنيات والدراسات العلمية والابتكارات والأبحاث العلمية وتأسست الجائزة عام 2002م ويرأس مجلس الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز ويضم المجلس في عضويته كلاً من (معالي وزير المياه والكهرباء، معالي مدير جامعة الملك سعود، معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، الأمين العام للجائزة، ثلاثة خبراء دوليين، وثلاثة خبراء محليين).
وتمنح الجائزة كل عامين، وتضم خمسة فروع: خصص أحدها للإبداع وقيمتها مليون ريال، وأربعة فروع أخرى متخصصة جائزة كل منها نصف مليون ريال.
ويتولى مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء في جامعه الملك سعود، الأمانة العامة للجائزة بتمويل من المؤسسة، فهي تأتي تعزيزاً لدور المؤسسة التنموي، وفي إطار ريادتها في تبني قضايا وطنية لها الأولوية.
هذا وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه قد حذّر من أن الإرهاب، الذي يُبدد الأمن والأمان. قد يُغيّر استراتيجيته، فيستهدف الموارد المائية؛ مناشداً الخبراء والمعنيين أن يولوا «الإرهاب المائي البيولوجي» الأهمية القصوى.
وأضاف سموه « إن المياه عصب الحياة، وسبب النمو والنماء، وقاطرة التنمية الشاملة المستدامة؛ يُعدُ نقصها أو فقدها مشكلة متعددة الأبعاد، تؤثر في الحياة كافة، مشيراً الى أن أهم أهداف الجائزة هي لفت الانتباه إلى أهمية الأمن المائي قائلاً « أنّ ثمة عناصر أساسية ثلاثة، تُهدد ذلك الأمر: تشمل أولاً .. عدم كفاءة الإدارة المائية المتكاملة؛ إذ هي أحد الأسباب الرئيسية لمشاكل الأمن المائي والغذائي. وهي حجر الأساس، بداية كل بديل ونهاية كل حل.
أما العنصر الثاني، فهو الصراع المائي، إذ العالم أجمع أضحى رهين «قطرة الماء». مشاكله تبدأ بها. إخفاقاته هي أحد أسبابها. صراعاته معظمها في الاستحواذ عليها. بؤسه أو رخاؤه ناجمان عنها؛ نموه وتنميته متوقفان على توافرها؛ حربه أو سلامه قائمان على مصادرها، أمنه أو تهديده هو أحد دوافعه. وتُبيّنُ الأحداث أنّ ما يزيد من احتمالات حدوث هذا الصراع ناجم عن أنانية دول منبع المياه المشتركة والعابرة الحدود، وعدم فرض الاتفاقيات الحاكمة والمُلزمة التنفيذ؛ والآليات، التي تُوقف كل معتد، وتردع كل غاصب والعنصر الثالث، هو الإرهاب، الذي يُبدد الأمن والأمان. إرهاب لم يتوقف، أو يستسلم، والكل يستشعرُ خطره، ومعظم الدول، لم تتنبه إلى احتمال أن يُغيّر استراتيجيته،
ودعا سموه الى تنظيم قمة عالمية للمياه قائلاً «على المجتمع الدولي أن يستشعر الأزمة المائية، التي لا تقل خطراً عن الأزمة المالية.
ونوه سموه بالجهود الدائبة الصادقة في قطاع المياه لحكومة المملكة العربية السعودية، التي توليه جل رعايتها وعظيم اهتمامها، بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، حتى أضحت المملكة تنعم بوفرة المياه، على الرغم من ندرة مواردها: السطحية والجوفية.