فهد بن جليد
من طرائف هذا العصر قيام الشاب الأوكراني (ألكسندر تورين) المهووس بالتقنية، بدفع (دولارين) الأسبوع قبل الماضي من أجل تغيير اسمه إلى (آيفون 7) ضمن 4 شبان آخرين، تعهد أحد المتاجر الإلكترونية بمنحهم (أجهزة مجانية) كونهم جيل مفتون بالهواتف الذكية، لذا تقول أخت (آيفون 7) أن العائلة صدمت من هذا التصرف، ولم تصدق أن (ألكسندر) غير اسمه إلى اسم الجهاز الذي يعشقه، دون النظر إلى مسألة منحه (جهاز مجاني)؟!.
الخبر أرسله لي صديق اسمه الثلاثي (معقد بطريقة عجيبة) وفي كل مرة نقترح عليه تغيير اسمه يقول: لا يمكن أن أبدل اسم اختاره لي (والدي رحمه الله)، والحقيقة المُرة أن صاحبنا حتى لو غير اسمه الأول، فيتبقى أمامه مشوار طويل من (اسم أبيه واسم جده) وهما على ذات الإيقاع، عندما كان العرب يطلقون على أبنائهم أسماء أشياء يعجبون بها من حولهم، مثلما فعل (ألكسندر)، على طريقة (نجر، ملقاط، حنش، جمل، حافي، ماشي، قاعد .. إلخ)، وبالتأكيد هي أسماء نعتز كل الاعتزاز بمن يحملونها، وهي نتاج إحدى الثقافات السابقة التي نتفهمها في مجتمعنا، ولا يجب أن نخجل منها، ثقافات المجتمعات الأخرى - غير العربية - تحوي مثل هذه الأسماء، ولست بصدد سردها ولكن لنترجم بعض معانيها، عندما كان الخواجات يطلقون على أطفالهم أسماء وصفات غريبة بلغاتهم مثل (جبل، معركة، صقر، حياة، ثعلب، صبر الحمار..) إلخ !.
الهروب من مثل هذه الأسماء بمعانيها (الصريحة) جعل بعض الآباء اليوم يقعون في فخ أسماء (مودرن) انتشرت بيننا، ولكن معانيها ما زالت هي الأخرى غريبة، وقريبة من معاني الأسماء القديمة، وأن تغير اللفظ ؟!.
فمثلاً اسم (تالة) يعني النخلة، (ريناد) ورق الشجر، (لجين) الفضة، (لورا) هضبة.. وهكذا!.
اختيار اسم المولود مسألة شائكة وحساسة طوال الوقت، وهي مثار خلاف بين الأزواج وتمتد للأقارب، حتى أن هناك أشخاص يحملون اسمين مُختلفين ؟!.
على (الجيل الجديد) ألا يخجل من أسماء الطيبين أياً كان معناها، فهي ثقافة الإعجاب التي أصابت (ألكسندر)، عندما تحول إلى (آيفون 7)! وهي خيارات من حقهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.