رقية سليمان الهويريني
يأنف المرء السوي من مشاهدة المناظر البذيئة والإباحية، ولكن يحدث أن تداهمه أثناء التصفح الإلكتروني مشاهد تؤذي النفس، وتجرح المشاعر وتطعن القلب! ويأسى على الأطفال والشباب من رؤيتها في ظل هذا الانفجار التقني الذي لم يعد يقيم وزناً للعفاف، ولا قيمة للفضيلة ولا يراعي الطهر والبراءة.
الجميل هو شروع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتنسيق مع عدد من الشركات العالمية لإزالة المحتوى الإباحي من مواقع الإنترنت الخاصة بها، وقد قامت بالفعل بإزالة 54312 رابطاً.
والأجمل أنها أضافت صنفاً جديداً لقائمة الترشيح خاصاً بروابط إباحية عن الأطفال، بلغ عددها 510 روابط، وقامت بالتعاون مع الجهات الأمنية بالتبليغ عن كل من يضع رابطاً مخلاً، أو مشاهد فاضحة لينال العقوبة المقررة، وهذا مما يبعث على الراحة النفسية، ويطمئننا بوجود من يهتم ويتابع المعايير الفنية لأجهزة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهو ما يطالب به المربون والآباء وأولياء الأمور على وجه التحديد، وينادون بالتحديث المستمر والدوري لقوائم الترشيح.
وحري بنا شكر هيئة الاتصالات على تحديثها المستمر للإجراءات المعتمدة للأجهزة، وتعاونها المشترك مع الجمارك بإصدار أذونات الفسح من خلال نظام التراخيص الخاص بأجهزة الاتصالات وتقنية المعلومات بشكل دوري، ونرجو منها الاستمرار بالتأكد من مطابقة الأجهزة للمواصفات الفنية المعتمدة.
والحق أن المشكلة ليست بالمواقع الإباحية بحد ذاتها، فهذه يمكن التحكم بها حين تكون داخلية، ولكن المشكلة تكمن في البرامج التي من خلالها يمكن فتح المواقع الإباحية، وهذه للأسف يصعب التحكم بها أو الرقابة عليها، ويمكن تحميلها بسهولة ويسر.
ويعد موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أسوأ المواقع على الإطلاق التي تطفح بالمشاهد الإباحية أو الدعوة لها أو تسهيل الوصول للرذيلة، برغم أن القائمين عليه يطلقون حملات ويطلبون التبليغ عن المواقع المشبوهة وحظرها والتي تتخذ من هذا الحساب الشهير وسيلة للإغراء والغواية، وليس هذا فحسب بل أصبح طريقاً للدعوة للإرهاب والعنف وترويج المخدرات.
وليس ثمة وسيلة حاسمة سوى تقوية الجبهة الداخلية أمنياً، وتحصين الأبناء أخلاقياً ومتابعتهم بلطف، وتزويدهم بالتوجيهات من قِبل الوالدين والمعلمين وإرشادهم لنهج القيم الصالحة التي تعد السياج ضد أي غواية أو فتنة أو إثارة أو تغرير.