خالد الربيعان
نادي هارتس أو «القلوب» وهو أحد الأندية الشهيرة ببريطانيا وتحديداً في اسكتلندا وقع الموسم الماضي في دوامة الديون -نعرفها جيداً هذه الكلمة! وتم خصم 15 نقطة من رصيده نتيجة إفلاسه- لأن هناك القانون لا يرحم كبيراً ولا صغيراً!.. إجتَنِب الديون وأنفِق بوعي وإلاََّ.
النادي هبط للدرجة الثانية وكان على وشك الإفلاس! «الأقربون أولى بالمعروف»! جماهيره وسكان مدينته أول من ساعدوا النادي! قاموا بالمبادرة بإنشاء «صندوق الإنقاذ»!، وحددوا التبرع بمبلغ لا يقل عن 120 جنيه إسترليني، ثم ماذا؟.
النادي الآن في الدوري الممتاز.. وتحديداً رابع الدوري! بعد أن أنقذه جمهوره ووقفوا معه قام باللعب بقميص عليه أسماء هؤلاء المشجعين! 8000 مشجع وضعت أسماؤهم في مقدمة وخلف القميص تخليداً لهم ونوع من أنواع العرفان.
المسئولية الاجتماعية تحدثت عنها كثيراً، وأمور مالية كثيرة للأندية تتم وأزمات تَمُر وتُحَل دون أن تعلم عنها وزارات الرياضة ولا الحكومة شيئاً! لأن فكرة النادي الأساسية هي «نادي رياضي -ثقافي- اجتماعي»! وهو ما يغيب عن ذهن كثيرين.
النادي الفيصلي بحرمة أحد الأندية السعودية الفذَّه في هذه الناحية! هذا النادي كبر بفضل أهل مدينته في المقام الأول بعد أن بدأ باسم «شباب حرمة»، وبدعمهم بدأ ببطولة المناطق! التي فاز بها في 1990! ثم صعد لدوري الدرجة الثانية، ثم فاز به في 2003، ثم صعد لدوري الدرجة الأولى، وفي 2010 فاز به.
الآن الفيصلي في دوري جميل للمحترفين، ومن الأندية المستقرة على مدى 6 مواسم، له من الرعاة 10 رعاة!، هذا الرقم أعلى من أندية عملاقة بدوري جميل بدون ذكر اسماء! اللافت في شركائه أن أكثر الداعمين مالياً هم أبناء حرمة شركة الدريس للخدمات البترولية والنقليات (عائلة الدريس) وشركة جرير للتسويق (عائلة العقيل).
أهل المدينة الصغيرة عندما أرادوا الدخول في مجال الاستثمار الرياضي وتسويق أنفسهم عبر أحد الأندية بحثوا أولاً عن نادي مدينتهم.. «منهم وفيهم» فشملت الفائدة الطرفين، النادي كبر وازدهر حاله، وكذلك الراعي سواء كان شركة أو مصنع أو مؤسسة! فماذا لو حدث هذا في كل مدينة فيتجه مستثمروها بدعم نادي مدينتهم فيقوم النادي من جهة أخرى بالإعلان والتسويق لهم؟!.
الأقربون أولى بالمعروف، ثم الأقرب فالأقرب! مبدأ بسيط ولكنه شبه غائب هذه الأيام التي نرى فيها المستثمر يذهب ربما لنادي في دولة أخرى في دوري آخر لا يسمع عنه أحد ويضع أمواله! بمعنى أصح لا هو اشتهر وكبَّر أمواله ولا استفادت رياضة دولته ولا ناديه ولا مدينته.
المسئولية الاجتماعية ركن هام من أركان الرياضة! وهو الضلع الثالث من أضلاع تأسيس أي نادي! هناك أندية عملاقة يغيب عنها هذا المبدأ المهم جداً! قد تكون في مكانة ريال مدريد الذي لم يلتفت لقضية بسيطة كمواطنة مُسِنَّة تم طردها من بيتها لقلة حالها وساءت حالتها الصحية! لكن من عنده هذا المبدأ؟ نادي أصغر منه بكثير في نفس المدينة مدريد! نادي رايو فايكانو الذي يلعب في الدرجة الأولى، جمع لها 15 ألف يورو وتكفَّل بعلاجها وإسكانها في منزل جديد.
المسئولية الاجتماعية لها عدة أشكال وأنواع، من التبرع إلى المشاركة في الأزمات الوطنية، إلى «وضع الرعاية والدعم في مكانها الصحيح».
أخيراً هذه القصص ليست للتسلية فقط لو كنتم تعلمون.. فالشتاء قادم وما أدراكم ما الشتاء.
دعوى الجاهلية:
من غير المعقول بالمرة ولا يليق «برجال كبار»! أن يصرخون كل أسبوع والآخر ويسبون ويتهمون ويغتابون بسبب توثيق بطولات «الكرة»!! ضعوا الأمور في مكانها الصحيح! تكلم بما شئت عن الكرة ولكن ليكن في ذهنك أولاً وأخيراً أنها كرة!!! «دعوها فإنها مُنْتِنَة»!.