سعد الدوسري
يفتقد مسؤولونا فن مواجهة الجمهور، ويفتقدون أيضاً شجاعة الاعتراف بهذا الأمر. ولو أن أحدهم طلب المساعدة، لأتته من كل حدب وصوب، فهناك اليوم مراكز متخصصة في تأهيل المتحدثين للجمهور، وفي تدريبهم على الحوار وعلى الرد على الأسئلة، وعلى الهروب من المطبات التي قد تكلفهم مناصبهم، كما حدث مع العديد من مسؤولينا.
الجمهور يحتاج إلى معلومات مبسطة ومباشرة، وإلى إجابات مقنعة وغير متكلسة. الجمهور ينتظر أن يخرج عليه المسؤولون أو المتحدثون بالنيابة عنهم في الأوقات المناسبة، لكي يوضحوا ويشرحوا ويردوا على الأسئلة، ببساطة وباختصار.
قضية اغتصاب القاصر، من قبل الأربعيني، كانت تحتاج لمن يشرح تداعيات الحكم الصادر فيها. فالكثيرون كانوا يتوقعون حكماً قاسياً، لكنهم فوجئوا بحكم لا يتناسب مع فظاعة الجريمة، وحينما قرأوا حيثيات الحكم، وجدوه مكتوباً بلغة لا تصل إلى المتلقي البسيط: «وقد سمعت المحكمة الدعوى وبينات طرفي النزاع، ولم يثبت لديها إدانة المدعى عليه بالتهم الموجهة إليه، وقد ثبت لديها بعض ما يوجب التعزير في حق المدعى عليه فأعطت الفعل الوصف الملاقي شرعاً وحكمت بالعقوبة التعزيرية المناسبة لما ثبت لديها ضد المدعى عليه. ونصت المادة الثامنة والخمسون بعد المئة من نظام الإجراءات الجزائية بأنه: لا تتقيد المحكمة بالوصف الوارد في لائحة الدعوى، وعليها أن تُعطِي الفعل الوصف الذي يستحقه ولو كان مخالفاً للوصف الوارد في لائحة الدعوى».