«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
بعد أيام تبدأ عطلة منتصف العام الدراسي، ومن الآن بدأ البعض الاستعداد لشد الرحال إلى داخل المملكة وخارجها البعض سوف يقوم بصحبة أفراد أسرته توجها إلى رحاب مكة المكرمة لتأدية «العمرة» وهناك من يقوم بزيارة مسقط رأسه في بعض المدن.. وعدد كبيرا سوف يتجه إلى الخارج للاستمتاع بقضاء وقت ممتع خلال أيام العطلة.. ومع كل عطلة أو إجازة تعود «السياحة المحلية وحتى الخارجية» في إثارة الجدل حول أهميتهما وكل فريق يفضل هذه السياحة أو تلك مبررا الأسباب والبواعث الذي تدعوه إلى تشجيع السياحة المحلية أو الخارجية.؟! والسياحة في العالم كل العالم باتت سلعة واستثمارا يدر المليارات على الدول التي تعنى بها عناية فائقة من خلال توفير كل ما يساهم في إغراء الناس للقدوم إليها من مختلف دول العالم كما فعلت الشقيقة «الإمارات» خصوصا دبي، هذه المدينة التي باتت أشبه بحسناء لعوب تلعب بالقلوب. فوفرت كل الإمكانات لخدمة السياحة، ومن هنا تفوقت على مدن عالمية في عملية جذب السياح إليها على مدار أيام العام.. ولكون سلعة السياحة وكما هو معروف تخضع لعوامل عديدة من أهمها الاقتصادي عبر توفي السيولة «الأموال» التي من خلالها تنفذ الأفكار للمشاريع المغرية والجذابة والتي بحاجة إليها الناس. كذلك الإبداع التسويقي لمختلف النشاطات والفعاليات التي تتوفر في هذه المدينة الفاتنة، وبعد ذلك تأتي عجلة الإعلام الذكي الذي يبرز هذا كله بصورة شيقة وذكية والأهم مؤثرة.. وخبراء السياحة وحتى التسويق يعلمون حق العلم بأن الإعلان الذكي والمدروس سوف يفعل فعله بصورة مباشرة وآنية، ولاشك أن هذا الأسلوب يعتبر خدمة لا تقاوم تقدم للسائح في هذا البلد أو ذاك. لأن إشباع رغباته خير أسلوب يدعوه للقدوم والزيارة. بل تكرارها أكثر من مرة خلال العام ..؟ ! وإذا كانت السياحة على اختلاف أنواعها تعتبر من المصادر الأساسية في اقتصاد العديد من دول العالم. وهكذا نجد أن السياحة المحلية لكي تنجح في بلادنا يجب أن نوفر كل ما يسعد ويبهج القادم لبلادنا بدءا من المنافذ البرية والجوية، وعلى الأخص البرية نظرا لأن القادمين إليها والعابرين منها يعانون معاناة صعب الحديث عنها. فمن المفروض أن تتوفر أوتيلات أو نزل بسيطة وجميلة في هذه المنافذ حتى يستريح فيها المسافرون. مع توفير المرافق المهمة التي يحتاجها المسافر من حمامات نظيفة.. تتم العناية والاهتمام بها طوال ساعات النهار والليل، ونس الشيء يجب أن يتوفر في محطات خدمة السيارات، فهي محطات بائسة تصدم الجميع لو شاهدها، وكم كتب عن سوء هذه المحطات ومرافقها السيئة، وعدم وجود الرقابة والمتابعة، وحتى نحافظ على راحة القادم لبلادنا والمسافر منها يجب أن نسعى جاهدين لتوفير كل مقومات نجاح السياحة الداخلية. صحيح أن هناك مرافق في محطات الطرق لكنها لا تسر الناظرين بل تصدمهم وتجعل بعضهم يرد بينه وبين نفسه «توبة» لو عدت مرة أخرى.. قبل أسابيع وكنت في طريقي من الأحساء إلى الشرقية. وفي إحدى المحطات شاهدت رجلا كبيرا في السن برفقته ابنه يحمل كرسيا بلاستيكيا به فتحة في الوسط. فعرفت أن الرجل وبحكم مرض يعاني منه لا يستطيع استخدام (المرحاض الشرقي) لذلك فهو يستعين بمثل هذا الكرسي المفتوح ليستعمله عندما تضطره ظروفه للسفر. فنسبة كبيرة من مراحيض محطات الخدمة لا توجد بها (مراحيض بمقعد) والسؤال هنا كيف تسمح وزارة النقل أو البلديات بمنح ترخيص لهذه المحطة أو تلك بدون أن يوضع في الحسبان أوضاع كبار السن وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة..؟! نريد لسياحتنا الداخلية وفي مختلف المناطق والمحافظات الرقي والتطور ومواكبة العصر لقد انتهى زمن «معليش» ومشي حالك؟! علينا الارتفاع بمستوى الخدمات التي تقدم للزائر والسائح وحتى المواطن المسافر بدءا من وصول السائح والزائر إلى المنافذ وحتى مغادرته وبلادنا ولله الحمد بها من المقومات للسياحة الدينية الكثير وبها كل المقومات التي نأمل أن تتضاعف وتتطور وحتى تنافس ما هو موجود في بعض الدول المجاورة حتى نحافظ على شيء من «ريالاتنا» التي باتت تسافر في كل عطلة وإجازة مع المواطنين والمواطنات الذين يسافرون في سياحة خارجية.. وماذا بعد لاشك أن هيئة السياحة والآثار تعلم جيدا المشاكل والتحديات التي تواجه سياحتنا الداخلية وتعرف أيضا الحلول الناجعة التي لو نفذناها بصورة فاعلة وجلية لتحقق لسياحتنا ووطننا ومواطنينا الكثير الكثير..؟!