فهد بن جليد
قبل نحو شهر نجحت الشيف السعودية (ميادة بدر) في إدخال تعديلات ونكهات عربية وسعودية على بعض الأطباق الفرنسية، الاتحاد الأوربي احتفى بالشابة السعودية وقدّمها للجمهور في الرياض، في احتفالية خاصة للترويج أُطلق عليها (شاي بعد الظهر)، وبالمناسبة (ميادة) قصة نجاح لشيف سعودية تستحق الدعم والمساندة!
تذكّرت هذا الأمر وأنا أقرأ خبراً يتعلّق بأن مُصارعي الـ wwe الموجودين في الرياض مؤخراً، طلبوا إحضار بعض الأكلات السعودية الشعبية (المرقوق والقرصان والجريش) إضافة (للمثلوثة)، على اعتبار أنهم يذكرونها مُنذ النزالات السابقة، وبرأيي أن إدمان (أبطال العالم) في المصارعة الحرة، على أكل الأسر السعودية المنتجة، ستكون عواقبه وخيمة، وبالمناسبة هناك عدد كبير جداً من الأجانب ومن مختلف المهن والجنسيات، يتعاملون يومياً مع بعض الأسر المنتجة، لإعداد وجباتهم الخاصة من الأكل السعودي الشعبي!
نحن لا ندعم حتى الآن (وجبة سعودية) مُحددة، لنقدمها للعالم على أنها تمثّل ثقافتنا؟ هذا قد ينطبق حتى على منتجات شعبية أخرى وصلت للعالمية، مثل (الكليجا والمعمول بالتمر) وغيرها، بفضل (الأسر المنتجة) التي تبحث عن اللقمة الحلال، وهو ما أوصل منتجاتها إلى المبتعثين السعوديين، ومنهم تعرّفت بعض الشعوب على أكلاتنا الشعبية بشكل محدود!
ربما هناك من يسأل أين ذهبت (الكبسة)؟ متناسياً أن شعوب أخرى تشترك معنا فيها، مثلها مثل (المثلوثة), نحن نحتاج إلى دعم منتج غذائي ليكون بمثابة (الماركة السعودية) مثلما هو الحال مع (الكشري المصري)، و(المشاوي العراقية)، و(الكبة اللبنانية) و(الفلافل الفلسطينية).. إلخ، وصولاً (للهامبرجر الأمريكي) و(السوشي الياباني)، و(الكاري الهندي)، قرأت مؤخراً مقترحاً بأن ترشيح (وجبة البيك) كعلامة سعودية غذائية يتم تصيرها للخارج، بفتح فروح لهذه المطاعم، كونها مقبولة لدى المجتمعات الأخرى، وسريعة الانتشار لأنها عصرية، مع تحفظي على اسمه (غير السعوي)؟!
لكن نحن في حاجة لمثل هذا الأمر، هكذا هي ثقافة الشعوب الغذائية المتبادلة مع المجتمعات الأخرى، أمامنا عدة طرق لتحقيق هدف اختيار (وجبة سعودية) إما بتصدير (وجبة شعبية)، أو بإدخال (تعديلات سعودية) على أكلات عالمية، مثلما تفعل (الشيف ميادة) الآن، أو بالقبول بخيار (البيك)!
وعلى دروب الخير نلتقي.