د.حامد الوردة الشراري
شرفت الخميس الماضي، برفقة عدد من أعضاء مجلس الشورى ومن لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بوجه خاص -كلجنة متخصصة - ومجموعة من كبار المسؤولين من القطاعين العام والخاص، بدعوة كريمة من معالي الدكتور رميح الرميح رئيس هيئة النقل العام والرئيس المكلف للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية والمشرف العام على الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» للقيام برحلة تجريبية إلى مدينة المجمعة.
ونحن نمتطي هذا القطار «الُحلم» عادت بي الذاكرة قبل سبع سنوات تقريباً عند حضور كبار مسؤولي شركة سار، التي ستقوم بإنشاء هذا المشروع الوطني الجبار وتجسد رؤية الدولة في إنشاء بيئة نقل متكاملة بالخطوط الحديدية، منهم الأستاذ منصور الميمان أمين عام صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة شركة سار والدكتور رميح الرميح الرئيس التنفيذي لشركة سار آنذاك للجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في مجلس الشورى للاطلاع على هذا المشروع الوطني الجبار.
في ذلك الاجتماع الذي تجاوز الساعتين ناقشنا فيه العديد من النقاط عن هذا المشروع الوطني منها وقت الانتهاء ومواصفات القطار والخدمات التي يقدمها وتوظيف الشباب السعودي ومعابر الجمال والبادية.. إلخ.
هذا القطار الذي سينطلق من العاصمة الرياض حتى يصل إلى آخر مدينة حدودية مع الأردن - القريات- هو جزء من رؤية مستقبلية طموحة لربطنا بأوربا يوماً ما مروراً ببلاد الشام وتركيا.
في هذه الرحلة التجريبية المريحة جداً - يقودها شاب سعودي ويخدم الضيوف طاقم شباب سعودي مفعم بالحيوية - عقدنا حلقة نقاش مع معالي الدكتور رميح، الذي كان واقفاً طوال الرحلة هو وفريقه يجيبنا عن أسئلتنا باستيعاب وأريحية تامة وبإجابات واقعية، مدركاً التحديات وتجاوزها.
الزملاء والزميلات الأعضاء طرحوا العديد من الأسئلة النوعية التي ركزت على التوسع بشبكة الخطوط الحديدة لتشمل جميع مناطق المملكة، وكذلك مواصفات القطار وجودة خدماته وتحسينها وأسعار التذاكر وزيادة محطات التوقف على المسار وآلية النقل وربطه بالمدن القريبة للمحطات والصيانة ووسائل السلامة والأمان ومكافحة الرمال والمصاريف التشغيلية وتوظيف السعوديين وتأهيلهم ووقت التشغيل الفعلي للقطار الذي أشار بأنه سيكون - بإذن الله- نهاية الربع الأول من عام 2017، والعديد من الأسئلة الهادفة التي لا يمكن حصرها في مقال مقتضب.
هذا القطار الذي سينطلق قريباً من الرياض مروراً بالمجمعة والقصيم وحائل والجوف حتى القريات يعبر بحاراً من الرمال وبمسافة تتجاوز 1200 كم وبسرعة ( 200كم/ س)، يخدم الركاب وينقل البضائع والسيارات، يتكون من درجتين «أعمال واقتصادية» بمقاعد مريحة، يشمل مصليات ومقاعد خاصة للعوائل وبوفيهات وخدمة الواي فاي (الانترنت) حتى غرف للنوم ستوفر لاحقاً.
ونتطلع عند التشغيل النهائي أن يحظى بتغطية إعلامية عالمية لإبراز هذا الإنجاز الكبير، الذي يعتبر من أطول الخطوط الحديدية في العالم، ويعكس ما تمر به المملكة من نقلة حضارية تضاهي بعض الدول المتقدمة.
اليوم، نقف شهوداً على هذا الإنجاز الوطني الجبار ينتابنا شعور وطني لا يوصف من الفرح والابتهاج والافتخار، والذي أصبح واقعاً بعد أن كان حُلماً بدعم ومتابعة واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- ليكون أحد الشرايين التنموية الرئيسية للمملكة ويحقق خدمة ورفاه المواطن.