فهد بن جليد
أخيراً خرجت علينا دراسة رسمية تؤكد أن 87% من السعوديين الذين يذهبون إلى المطاعم، يعتبرون ذلك نوعاً من أنواع الترفيه، وهذه إحدى (المُغالطات المجتمعية) في فهم الترفيه، وعدم التفريق بينه وبين حاجة الذهاب إلى المطعم، والتي تحدثت عنها أكثر من مرة هنا، ورأى البعض حينها أنني أبالغ عندما قلت إن «علاقتنا بالمطاعم (غريبة) وغير مفهومة، تختلف في أسرارها عن بقية الشعوب، وهي علاقة مشوهة تحتاج إلى دراسة وتمعن»!.
الدراسة الاستطلاعية التي قام بها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حول ارتياد المطاعم.. حاجة أم ترف، جعلتنا أمام حقائق جديدة عن سلوك السعوديين الغذائي مع انتشار المطاعم العشوائي، وهو ما جعل ارتيادها أمراً طبيعياً في حياة الكثيرين منا يومياً، حتى أن 88.4% من (عينة الاستطلاع) تؤكد ذهابها للمطعم (مرة واحدة) على الأقل في الشهر، بل إن الصادم أن 94.9% منهم متزوجون ويذهبون للمطعم أكثر من (21 مرة) في الشهر!.
الانحراف في فهم الهدف الحقيقي من الذهاب للمطعم في ثقافتنا المحلية، وربط المسألة في أذهان الكثيرين بالترفيه، هو نتاج طبيعي لغياب (الحواضن الترفيهية) في بيئتنا، وهو دور يجب أن تضطلع به (هيئة الترفيه) الوليدة، إذا ما أحسنت إدارة هذا الملف عن بعد، من خلال الإشراف على خلق الفرص وتهيئة الأجواء المناسبة لها، و محاسبة المقصر، شريطة عدم التدخل في التنفيذ كمنافسة للقطاع الخاص، وهذه قضية أخرى.
نحن نحتاج أن نجد فعاليات ترفيهية على هامشها (أكل وشرب)، عكس أغلب فعاليتنا التي هي في حقيقتها (تسوُّق وأكل) على هامشهما ترفيه!.
ما يهمنا في موضوع المطاعم تحديداً هو فك التشابك والتداخل بين (الأكل والترفيه) في أذهان الناس، كون الأكل والشرب لم يكن يوماً شكلاً من أشكال الترفيه على الإطلاق، حتى أن المطاعم العالمية التي تحترم تخصصها ترفض الربط بينها وبين الترفيه (نهائياً)، وهذا يتضح مع امتناعها عن وضع أماكن مُخصصة لألعاب الأطفال، بعكس ما تفعله مطاعمنا التي جعلت (ألعاب الأطفال) مصيدة (لبطون الكبار) وهو خطأ يجب التخلص منه، خصوصاً في مطاعم الوجبات السريعة، التي ساهمت في انتشار السمنة، وارتفاع معدلات المصابين بالسكري!.
وعلى دروب الخير نلتقي.