د. ناهد باشطح
فاصلة:
(من السهل أن تسبح عندما يرفع أحد ذقنك)
حكمة عالمية
كيف ينظر المجتمع إلى المرأة المشغولة ببناء مستقبلها؟
بالرغم أن تقليدية المجتمع في نظرته إلى عمل المرأة مقارنة بمشروع زواجها أو أمومتها فإن هناك عدداً من الشابات تغيرت لديهن قناعات قديمة عن الزواج والأمومة واستطعن أن يتخلصن من تبعات هالة التقديس التي وضعها المجتمع حول المؤسسة الزواجية ومسؤوليات الأسرة.
وهناك تصريح لمدير قسم الإصلاح والتوجيه ومدرب العلاقات الأسرية بمركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري بجدة قال فيه «إن أكثر من 70% من المقبلين على الزواج يجهلون كثيراً من مفاهيم الحياة الزوجية المقبلين عليها، سواء النفسية أو الشرعية أو الصحية»، وهي نسبة كبيرة لا يستهان بها، والرجل ومن خلال الدورات التدريبية التي يقدمها المركز والتي حضرها أكثر من 6500 متدرب اتضح له ذلك.
هذا الغموض تجاه معرفة كل طرف للآخر ورغباته وطموحاته لم ينتج لنا أسراً مستقرة، بل على العكس ورط أطراف العلاقة في تنازلات تحولت إلى تراكمات جعلت من نسب الطلاق لدينا مرتفعة فضلاً عن الانفصال العاطفي والتفكك الأسري التي تعاني منه مؤسسات الزواج ذات العمر الطويل.
لن نستطيع الجزم بأن هناك عاملاً واحداً هو المسؤول عن فشل مؤسسة الزواج في مجتمعنا عن إنتاج علاقة متوازنة بين طرفين ومن ثم مع بقية الأطراف الذين هم الأبناء.
لكن يمكن أن يكون عدم معرفة كل جنس للجنس الآخر ودوره المجتمعي والمفاهيم والقناعات التقليدية عن مفهوم الزواج والارتباط سبباً في عدم القدرة على التفاهم بين الزوجين.
الشباب اليوم لم يستسلم لتقليدية بناء مؤسسة الزواج إلى حد ما، ولم تعد الفتيات تضع في أولويات أهدافها الزواج كما فعل الجيل السابق.
ورغم أن بعض المجتمع مازال يهيئ الفتاة لأن تكون زوجة وأماً فقط دون أي اهتمام بدورها في المجتمع مما يعني أنها في حال فشل زواجها وانتهائه بالطلاق أو بوفاة الزوج فإنها تعود مثقلة بالقلق تجاه المستقبل.
ليتنا بقدر اهتمامنا بتجهيز حفل الزواج نعطي قدراً من الاهتمام للفتاة والشاب أن يتخلصا من القناعات القديمة والتقليدية عن الزواج، فالزوج ليس متسلطاً والزوجة ليست خانعة والعكس أيضاً ليس صحيحاً.
إنما الزواج شراكة خاصة تؤسس على قواعد واضحة من معرفة الطرفين لذواتهما وللآخر ما يحقق الرغبة في تأسي العلاقة واستمرارها.
أما أن نكون في هذا العصر الحديث ويظل الشباب بمفهومهم القديم عن سيكولوجية الآخر ودوره في المجتمع فهذه يتحمل مسؤوليتها الأسر بالدرجة الأولى ثم بقية الوسائط الاجتماعية.
لذلك علينا بالفعل أن نتقرب من الشباب ونعيد صياغة متطلباتهم من مؤسسة الزواج.