تونس - «الجزيرة»:
سويعات قليلة بعد اغتياله، نشرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، بياناً أول أمس الأحد تبنت فيه العملية الإرهابية التي حدثت ليلة السبت في منطقة ريفية تابعة لمحافظة القصرين الواقعة على الحدود الجنوبية الغربية مع الجارة الجزائر، والتي راح ضحيتها جندي برتبة رقيب أول على أيدي مجموعة إرهابية تضم حوالي 20 عنصراً مسلحاً أحدهم ابن عم الضحية، بل أخ له من الرضاعة ترجته والدة العسكري ألا يؤذيه لكنه نهرها وأفرغ فيه شحنة من الرصاص أودت بحياته في الحال. وقال التنظيم الإرهابي في رسالته إنهم نفذوا السبت مساء عملية «اغتيال» الجندي التونسي في منزله في القصرين.
وفي تحليله وتعقيبه على هذه العملية الغادرة، قال المختار بن نصر رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل إنه لا يمكن الحديث عن إستراتيجية جديدة لتحركات الإرهابيين في ما يتعلق باستشهاد الرقيب الأول، مضيفاً قوله: «في هذه الحادثة يجب أن نركز على السبب أكثر من التركيز على العملية في حد ذاتها»، وموضحاً أن الإرهابي هو ابن عم الشهيد وأن إقدامه على قتله كان بدافع إثنائه عن إعلام المؤسسات الأمنية بانتمائه إلى تنظيم إرهابي. وشدد بن نصر على أنّ العناصر الإرهابية غير قادرة لا على على التحرك ولا على رد الفعل في الفترة الحالية، نظراً للضربات الأمنية والعسكرية الاستباقية التي أصابتها في مقتل.
وتشير تقارير استخباراتية إلى أنه رغم انتشار وحدات مشتركة أمنية وعسكرية على مستوى المحافظات التي تضم جبالها عناصر إرهابية إلا أنه ثبت تسلل إرهابيين من المدن نحو الجبال خاصة على طول الشريط الغربي الرابط بين تونس والجزائر. وقال مصدر مطلع لوسائل إعلام محلية إن ما بين 5 و7 خلايا إرهابية تمكنت من التسلّل من عدد من المدن في محافظات تونس الكبرى وسوسة والمهدية وصفاقس نحو جبال القصرين والكاف وذلك بهدف الالتحاق بإرهابيي كتيبة عقبة بن نافع المنضوية تحت تنظيم القاعدة وجند الخلافة التابعة لداعش.
وكعادتها كلما استدعى الأمر ذلك، حذَّرت مصالح الأمن الجزائرية من احتمال وقوع اعتداءات إرهابية في المنطقة، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن وقف العمليات العسكرية الجوية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سرت بعد قرابة 3 أشهر من انطلاقها. وأبرزت المخابرات الجزائرية أن عناصر التنظيم الذين فروا سابقاً من ليبيا باتجاه منطقة الساحل وتونس والجزائر، سيتحركون لإثبات استمرار التنظيم ولتفنيد التصريحات التي تتحدث عن انتهائه بعد خسارته في سرت.
وتقدر المصالح الأمنية الجزائرية عدد الإرهابيين الفارين من سرت عقب انطلاق عملية «البنيان المرصوص» والعمليات الجوية الأمريكية، بحوالي أربعة آلاف فروا جميعهم باتجاه دول الساحل وصحراء ليبيا وتونس والجزائر ومصر.