جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس الأمريكيون وحدهم من يترقب نتيجة تصويت اليوم الثلاثاء لانتخابات الرئاسة الأمريكية، فالعالم، كل العالم يشارك الأمريكيين الاهتمام والترقب، لأن أمريكا- أردنا أو لم نرد- هي التي تحكم العالم، وتؤثر على مجمل ما يحدث في أبعد مكان عنها، وبالتالي، فكثير من الدول والشعوب تنتظر ما تسفر عنه الانتخابات الأمريكية، ومع أن كلا المرشحين لا يحظيان بالتأييد المطلق خارج أمريكا ولا توجد أغلبية تؤيد كلينتون على حساب ترامب، أو ترامب على كلينتون؛ فكلاهما يتوجس منهما العالم، وخاصة الشعوب التي عانت من وصول رؤساء أمريكيين من جماعة ترامب الجمهوري مثل جورج بوش الابن الذي شن الحروب على دول بعيدة آلاف الأميال عن بلاده بأعذار واهية، أو من الرؤساء من جماعة كلينتون وآخرهم أوباما الذي باع الحلفاء وتخلى عنهم بعد أن نسي الوعود التي أطلقها أثناء حملاته الانتخابية أو الأيام الأولى من رئاسته.
الآن، ليس أمام العالم والأمريكيين إلا أن يختاروا بين (سيئين) وقد يفوز الأقل سوءاً، أو ينجح الأكثر، ولكن في النهاية ليس أمامها سوى القبول والتسليم بما تفرزه الانتخابات، وهذه واحدة من مساوئ الديمقراطية التي يرتضيها الغربيون نهجاً لنظامهم السياسي.
والآن، ماذا ستفرز انتخابات اليوم؟!
الاستطلاعات تعطي هيلاري كلينتون تفوقاً يصل إلى أربع نقاط إذ تمنحها 44 بالمائة من أصوات المجمع الانتخابي فيما حصل دونالد ترامب على40 بالمائة، وبما أن هامش الخطأ الذي يحدده خبراء الانتخابات بالنسبة لهذه الاستطلاعات ضمن هذه النقاط فإن النتيجة تظل معلقة حتى الإعلان رسمياً عنها، ولهذا فقد حشد المرشحان كل قواهما وجهود مؤيديهما بمن فيهما زوجاهما، فالرئيس السابق بيل كلينتون والذي يحظى بشعبية كبيرة بين الأمريكيين دخل بقوة لدعم زوجته، وقد انضم الرئيس الحالي أوباما لدعم الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب الديمقراقي، وشارك هو وزوجته ميشال في كثير من المهرجانات الانتخابية، كما تبذل ابنة هيلاري جهودا كبيرة لدعم والدتها.
أما على الجانب الجمهوري، فقد أوقف قادة الحزب الجمهوري انتقاداتهم لمرشح الحزب دونالد ترامب، ولم يعودوا يصرحون بآراء معارضة، وإن لم يعلنوا تأييدهم بقوة لمرشح الحزب إلا أنهم صمتوا خوفاً من أن تؤثر مواقفهم على حظوظ مرشح الحزب لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ التي ستكون هي الأخرى انتخابات مهمة؛ لأن كلا الحزبين يسعى لتحقيق تفوق وأغلبية تدعم الرئيس القادم، إذ يعمل الجمهوريون على تعزيز أو على الأقل الحفاظ على تفوقهم الحالي في كلا المجلسين، فيما يسعى الديمقراطيون على تحقيق تفوق يلغي الأغلبية الحالية للحزب الجمهوري، وتشير التوقعات إلى أن الديمقراطيين إن لم يحققوا تفوقاً في انتخابات الكونغرس فإنهم سيقلصون وإلى حد كبير أغلبية الجمهوريين، وبالذات في مجلس الشيوخ، ولهذا، فإن انتخابات اليوم والتي تعتبر انتخابات مركبة تشكل الرئيس ونوابا في مجلس النواب ومجلس الشيوخ وبعض حكام الولايات تعد مهمة جداً، ومثلما ذكرنا في بداية المقال على الأمريكيين والعالم أجمع التأثير الكبير للولايات المتحدة على مجمل الأحداث والمتغيرات في العالم.