كتب - محرر الوراق:
برعاية وكيلة الكلية الدكتورة سارة نجر العتيبي أقامت وحدة الأنشطة بكلية العلوم والدراسات الإنسانية بحريملاء يوماً لتكريم الجدات من المحافظة وخارجها؛ وذلك في إطار تفعيل الشراكة المجتمعية بين الجامعة وفئات المجتمع المتنوعة، إضافة إلى الحاجة الماسة لجيل اليوم في العودة إلى منابع التراث التي تحمل القيم والفضائل التي هي عماد المجتمعات والحضارات الخالدة.
يوم التكريم الذي تم الاستعداد له مبكراً بدأ في تمام العاشرة صباح الثلاثاء الموافق 24-1-1438هـ في قاعة الأنشطة بالكلية؛ حيث بدئ بآيات من القرآن الكريم ثم كلمة ترحيبية ألقتها الطالبة فاطمة الأحمري من قسم الفيزياء وعقبت على ذلك الترحيب بكلمات من القلب وكيلة الكلية، فيما قدمت والدة الطالبة فاطمة البرغش وهي إحدى الجدات المشاركات كلمة عبرت فيها عن مشاعرها ووصايا قلبية إلى بناتها وأحفادها وهي على ثقة أن ما تبقى منها في ذاكرتهم سيوصون بها أبناءهم وأحفادهم في المستقبل، بعدها وجهت فاطمة البرغش من قسم اللغة الإنجليزية رسالتها لجدتها ووالدتها مؤكدة على عبارة عظيمة وهي أنها: ما دعت لنفسها يوماً بدعاء إلا كان والداها أسبق على لسانها بالدعاء لهما قبل حاجتها.
وخصصت الطالبات فقرة عن (سوالف جدتي) استعدن فيها معهن بعض الأساطير والحكايات الجميلة من الماضي التي تؤكد على أن أصل هذه الأساطير والحكايات واحد إلا أنها تختلف من منطقة لأخرى كما ذكرت ذلك الدكتورة دلال بنت بندر المالكي في قراءتها عن أسطورة فريفرة في منطقة الحجاز التي توجد بنفس الدلالة في منطقة حائل مع اختلاف التسمية كما أنها سمعتها من إحدى الأخوات الكويتيات مما يؤكد أن الموروث العربي يستقي قصصه وحكاياته من نبع واحد.
فيما قدمت بعد ذلك الطالبات مسابقة تعتمد على بعض الصور التراثية وتحديد مسمياتها القديمة.
وكانت الفقرة الأخيرة من أمتع فقرات البرنامج تحدث فيها الجميع عن العادات القديمة التي ما تزال باقية في بعض المحافظات، ومن هذه العادات: عادة البيضاء أو الراية التي كانت تعلقها أم العروس على بيوت القرية إعلاماً منها بقرب زواج ابنتها، وعادة أخرى هي عادة (الرواحات) وهن أقارب العروس من النساء يبقين معها في بيت أهل العرس ثلاثة أيام، وعادة التسييرة وهي الموكب الذي يخترق القرية ليزف العروس إلى زوجها، وليلة الغمرة أو الحناء أو (النصة) كما تسمى في الحجاز، وفي نجد توجد الربعية وهي التي تشارك العروس الإقامة الجديدة في بيتها حتى تتعود عليه.
وقد أشارت كل من الدكتورة أميرة محمد وأستاذة زهور عبدالله إلى أن هذه العادات توجد بذات الفكرة في السودان مع اختلاف المسميات مما يؤكد على أن مظاهر الفرح والاحتفاء بأفكارها مهما كانت بسيطة هي واحدة تختلف فقط في طريقة تطبيقها بحسب الخلفية الثقافية.
وتخلل ذلك إنشاد الجدات لبعض الأهازيج القديمة، التي تسمى أغاني المهد..
ورافق البرنامج عرض للمأكولات الشعبية والملابس والآنية القديمة إضافة إلى بعض التوزيعات التي تحمل رائحة الماضي مما يمثل زينة المرأة قديماً.