سلطان المهوس
لا يهمني كثيراً الاسم الذي سينجح بالفوز بانتخابات رئاسة اتحاد كرة القدم أبداً مع إيماني التام أن مسار تاريخ هذا الاتحاد أعطى انطباعاً متوارثاً بأن الرئيس هو كل شيء نتيجة انعدام الانتخابات طوال أكثر من ثلاثين عاماً، بل وحتى عندما دخلت على الخط لتكون واقعاً ظل هاجس الرئيس هو الكل بالكل، لذلك لم يسلم أحمد عيد من كل الانتقاد بالرغم من أن كامل مجلس إدارة الاتحاد منتخب وله الحق بالتصويت واتحاذ القرارات..!!
الرئيس يمثل الواجهة لكن في الداخل تتمثل الخطورة فمطبخ القرارات وحسم الأمور ومسار الأعمال واللجان والعلاقات الداخلية والقارية والدولية لا يبدو طافيا على السطح تماماً، ولذلك لا يهمني من هو الرئيس قدر اهتمامي بمن معه وبمن سيعتمد ومن سيكون «شيف» مطبخ اتحاد الكرة..!!
لن يكون الرئيس القادم متحكماً بقراراته فتنامي الثقافة الانتخابية والنظامية سيجعله مؤطراً وفق النظام، وقد يحدث العكس لو كان المجلس ضعيفاً بكامله، وهو الأمر المستبعد وصورة اتحاد عيد ليست بعيدة عنا وما حصل فيها..!!
المؤلم جداً أن لدينا كوادر رياضية كروية متميزة يرحلون مع كل موجة تغيير فنبدأ مع كوادر اخرى من الصفر، وعندما تنضج تأتي موجة أخرى لترغمهم على الرحيل بدعوى أنهم محسوبون على من سبقهم، وهكذا تضيع كل خبراتنا البشرية بسبب لغة «الأنا» والكره وعدم الاحترام الشخصي للخبرات ومحاولة «الثأر» وكأننا داخل غابة مخيفة وليس وطنا يحوي الجميع ويقدر كل الخبرات والمتميزين.. كيف سيكون الحال لو أن شخصية فذة مثل عبدالله الدبل -رحمه الله- لم تأخذ حقها من الوقت وكسب الخبرات والثقة بقدراته؟ هل سيكون اهم الشخصيات العالمية الكروية؟
اعرف ان الجو العام يشكك بكل شخصية تعمل بالمشهد الكروي نتيجة تنامي التعصب وانفلات الاعلام وسهولة الطعن بالذمم لغياب الوازع الاخلاقي والمهني، وهذا ما يجعل بعض قراء المقال وقبل أن يكمل الاسطر السابقة يردد: وهل لدينا كفاءات..؟
نعم لدينا كفاءات وشخصيات محترمة تعمل بجد وذمة واخلاص وليس ذنبهم ان الفاشلين هم من يتصدر المشهد لأن الاعلام يؤمن بأنهم قضيته ولعبته المفضلة..!!
خسرنا الكثير ولازلنا نخسر فقط لأننا نعتبر التغيير «ثأراً» ولكي اكون محايدا فمن حق أي صاحب قرار اتخاذ ما يراه لإنجاح عمله، لكن ليس من حقه رمي الكفاءات الناجحة والمتميزة واهمالها، فهي ثروات وطنية عملية من الغباء المدمر ان يتم التعامل معها بهذا الشكل..!!
كفانا ضرباً بكفاءاتنا الناجحة فقد مرت -مثلاً- على لجان الاتحاد الاسيوي لكرة القدم أكثر من 42 شخصية سعودية 90% منهم الآن خارج الوسط الكروي تماماً، وقس على ذلك لجان الاتحاد الدولي والعربي والخليجي..!! التغيير امر حتمي ومطلوب وحضاري لكن في ميادين الكرة وشؤونها تبقى الخبرات والعلاقات الدولية الخارجية ارتكازاً حقيقياً لأي عملية تطوير وتصاعد بالنمو، لذلك الموازنة بين الأمرين يبقى تحدياً حقيقياً لقدرة القائد الكروي على الحفاظ على كنوز الكفاءات البشرية لصالح نجاحاته..!!
من سيدير المسابقات؟ الحكام؟ الاحتراف؟ الأمانة العامة؟ خبراتهم !! اساليبهم ..!! علاقاتهم.! كفاءتهم..!! لا تفكرون سوى باسم الرئيس..!! كلكم لا تنظرون سوى لاسم الرئيس فقط وهي نظرة ديكتاتورية لا تليق مع بنود النظام والعمل، فلكل صلاحياته وممارساته العملية وحقه، ولتكن الثقة لديكم مطلقة بأن «شيف» المطبخ هو أهم من أي رئيس، لذلك اتبعوا رائحة الطبخ حتى تدركوا نوع الطبخة القادمة، وربنا يوفق الجميع ويسدد خطاهم..!
قبل الطبع:
لأن أساليبهم لا تتغير.. الفاشلون نوع واحد فقط..!!