الصبر محمود العواقب فعاله
والعقل أشرف ما تحلّى به الحال
والصمت به سر السعد من يناله
والهذر به شرٍ وشومٍ وغربال
ولا خير في من لا يصدِّق مقاله
بفعلٍ بحالاتٍ قصيرات وطوال
فالبل معلومٍ بالأيدي عقاله
والخيل تزلج بالشبيلي والاقفال
والرَّجل بالواجب لسانه عقاله
إلى قال قولٍ تم لو حال به حال
ومن هاش حاش المرجله والشكاله
ومن ذَلْ ذِلْ وكل من حال يحتال
ومن جاد ساد ومن يشح بحلاله
ما أدرك مرام ولو صعد مصعدٍ عال
ولا يفتخر من جاد جدَّه وخاله
هي بالهمم لا بالرمم مثل من قال
فالجمر يمسي كالخلاص إشتعاله
ويصبح رمادٍ خامدٍ طافيٍ بال
وكم خَيِّرٍ ما نال فيها سْوَاله
وكم (ثور هورٍ) ساعفت له بالاقبال
وكم عاقلٍ به حاذقٍ راس ماله
عقله وكم بهلول عقلٍ جمع مال
والسّبع رزقه من جْيَفها خْتالَهْ
وجندٍ ضعيفٍ مرغدٍ رزقه اشكاله
وان جل رَجْلٍ في عيونك فماله
ووازن ثِقل عقله بعقلك بمثقال
وتكشف ضغاين غايته بالرساله
أو لفظ مرسوله بعنوان ما قال
ويبين لك فضل الرَّجل في مقاله
إلى جَا جْدَالٍ فيه فضٍّ للاشكال
فالصاحب الصافي تَحَمَّل خَمَاله
يلزمك والاَّ الضِّد حدِّه على الجال
وِآصْحَ ترى طرد المقّفِّي عْذَالهَ
يتعبك والمقبل عطه وجه واقبال
وترى بوجه اللي يودِّك دَلاَلَه
وضدِّه بمن تكره تراهن بالاغزال
وان رمت رَايٍ فاستخر ثم واله
واعزم وزم واجزم على الحال بالحال
هذا وكل من ادَّعىَ بالكماله
عمى وتاه بظلمة الليل والآل
ومن اغتر بالدّنيا فهو من هباله
ما يعتبر باجال جولات الاجيال
صولات دولات عصاةٍ مضى لَه
مِلْكٍ وْحَطّتْهم تواريخ وامثال
ذَهْبَوا وْذَهْبَ الحال من له وماله
والحمد هو والمجد يبقى إلى الثال
والعمر فَيَّ زَايلٍ لا مَحَاله
وفي الحشر ينشر من عمل وزن مثقال
- محمد العبدالله القاضي -رحمه الله-