سعد الدوسري
سواء اعترف خطيب الجمعة الذي «زندق» الفنان ناصر القصبي، بالعقوبة التي صدرت بحقه أو نفاها، فإن مجرد صدورها هو انتصارٌ لتنظيم العلاقة بين المنبر، أياً كان هذا المنبر، وبين من يقف عليه. فأكثر ما نحتاجه لإطفاء هذا التأجيج اليومي بين مكونات المجتمع، هو توعية الجميع بالعقوبات المحتملة لكل اتهام أو قذف أو تجريح، وأنها عقوبات حقيقية، تُنفذ بكل ما ورد فيها، وليست شكلية، كما ذكر «مزندق» القصبي، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
كل الأوساط تفاعلت مع تطبيق العقوبة على من جعل منبر الجمعة يتحول عن هدفه الأساس، ويصير مكاناً لتصفية الحسابات الشخصية، عبر مفردات لا تليق بخطبة الجمعة. ولقد طالب المتفاعلون الجهات القضائية، بتسريع إصدار مثل هذه الأحكام، لأن التأخير سيسهم في استمرار التأجيج، وفي تقليل هيبة الحكم؛ مثل هذه الأحكام لا تحتاج إلى نفس الإجراءات المتخذة في القضايا الجنائية مثلاً، إنها أحكام لردع كل من يحاول المساس بكرامة الآخرين أو بعقيدتهم، وهو أمر استفحل وانتشر، وليس من سبيل لإطفاء جذوته، سوى بتسريع وتيرة العقوبات، وبنشرها في كل وسائل الإعلام التقليدية والجديدة.
إن منابر المساجد هي الأشد خطراً، حين تتحول لتصفيات الآخرين، وكم نفخر بخطباء مساجدنا، الذين يستغلونها لتوعية الناس بالتسامح وقبول الآخر والسعي لمناصحته إن هو أخطأ؛ هذه هي تعاليم ديننا الحنيف.