عبده الأسمري
مع اسمه برزت العصامية وفي عصمته تجلت الاحترافية.. من جيل المكاويين الطامحين ومن رعيل الحجازيين الناصحين.
في مكة الطاهرة تجرع أساسيات الفلاح وقرب البيت العتيق تعتقت روحه بقدسية المكان وسواسية البسطاء والأغنياء تحت ظلال الشعائر وبين جمال المشاعر.
انه رجل الأعمال الشيخ عبدالرحمن فقيه الاسم البارز في مجال التجارة والعلم المحرز بالانجازات في قطاع الأعمال.
بوجه لطيف يكتنفه السمت والصمت وتتحفه نظرات تتصاعد ودا وتتنازل تواضعا وصوت حصيف خليط بين اللهجة الحجازية واللغة المجازية.
تملؤه عبارات الثناء ومسارات النصح وملامح تتقاطر حدسا وتتشاطر فكرا يطل فقيه ابنا بارا حاملا لواء التجارة عابرا محيطات من التحديات اجتازها بإرث المهنة وتجاوزها بتراث العشق الوطني.
عندما كان طفلاً يجول في شارع المدعى امتزجت مخيلته الصغيرة بألوان الأصباغ في متجر والده وهو ينتج الحرير والقصب فكبرت معه الأفكار ليتحول الفكر التجاري في عقله إلى «فن اقتصادي «ولوحة منوعة» شكلها فقيه بمئات المشاريع المنوعة كان فيها رائدا للفكرة قائدا لفريق العمل الذي طالما راهن عليه فقيه ونجح حيث قال ذات يوم: إنني لا أملك الدكتوراه ولا الماجسيتر ولكن استعين بحامليها لتوظيف أفكاري ليساعدوني وأساعدهم.
خرج فقيه من عباءة التكرار التي يمقتها ليقينه أن الإبداع هو أداة النجاح المثلى حيث رأى أن تجارة الأصباغ والحرير التي عمل بها مع والده تجارة محدودة النتائج ومؤطرة الاستهلاك فابتكر تجارة السمن النباتي ثم انطلق بعدها في دروب مبتكرة من العمل التجاري المبتكر والمتطور حيث أسس أول مشروع وطني انتقل للعالمية من خلال صناعة الدواجن، حيث يمتلك اكبر مزارع دواجن وصناعة منتجاتها في الشرق الأوسط ولتيقنه بان الابتكار سر التميز فقد طور أعماله ليشكل منظومة كبرى من المشاريع في قطاعات «تطوير العقارات» خلال شركة مكة للإنشاء والتعمير من خلال فكرة رائدة وغير مسبوقة لجمع العقارات المنوعة في مشروع حضاري متكامل ولحبه للتعليم وعمقه الممتلئ بحب مكة وتاريخها أنشأ مدارس عبدالرحمن فقيه النموذجية في مكة المكرمة بمنهج عالمي وشكلت أول مدارس إليكترونية على مستوى المنطقة.
ولأنه مسكون بحب المنافسة الممزوجة بالتخطيط فقد أنشأ (مجموعة فقيه السياحية) التي ضمت خمسة مشاريع رائدة على ضفاف جدة عروس البحر الأحمر هي (منتجع النورس) و(منتزه الشلال) و (حديقة الشراع) و (مطعم السقالة) ثم افتتح المتحف المائي (فقيه إكواريوم) كأكبر وأول مشروع من نوعه في الشرق الأوسط، وشكلت هذه المشاريع نقلة مبتكرة في القطاع السياحي بعمل استراتيجي وبعمق تطويري وتنوع.
قرأ مستقبله جيدا من معطيات الواقع ومقومات المستقبل حيث أسس فقيه سلسلة مطاعم (الطازج) والتي تعد أول سلسلة مطاعم سعودية تمنح حق الامتياز عالميا.
ومن منطلق ريادته واصل فقيه أعماله حيث أسس مركز فقيه للأبحاث والتطوير كأول مركز بحثي استشاري غير ربحي على مستوى المملكة محولا مفاهيم العمل الخيري من الصدقات والإيواء إلى أبحاث وأفكار تنفع الناس، وأطلق فكرة إدارة الأوقاف بأسلوب الشركات، كما طرح فكرة الصناديق الوقفية المجمعة ودعا إلى إنشاء مركز معلومات متكامل للأوقاف والأربطة.
وفي المجال الخيري أنشأ فقيه وقفاً خيرياً لتشجير مشعر عرفات وابتكر فكرة تركيب أعمدة الرشاشات الرذاذية لتلطيف الجو إلى جانب مشروعات مياه الشرب المبردة والمعقمة لسُقيا الحجاج.
كما امتدت فكرة أعمدة الرشاشات الرذاذية لتلطيف الجو إلى ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الخارجية كتجربة رائدة.
كما أسس مركزين خيريين لغسيل الكلى في مكة والمدينة المنورة وعدد من المدارس والمطاعم الخيرية ودعم العديد من الجمعيات الخيرية في المملكة.
نال فقيه عشرات الأوسمة والجوائز وشارك كعضو وداعم للعديد من الجمعيات والقطاعات ومؤسسات المجتمع المدني.
صقلته تربية والده الحازمة طفلا وأنطقته تلبيات الحجاج وتراتيل المعتمرين ومجالس العلم ومجاميع التقوى في الحرم شابا وعلمته «الكتاتيب» وأمهات الكتب يافعا ودرسته ذكريات الأمانة والإخلاص التي كانت عنوانا في قاموس التجارة المكية الأصيلة، فاجتمعت مع موهبة ودافعية وابتكار واقتدار وبحث وعلم وحب للمعرفة وعشق للاختراع ليكون فقيه الاقتصادي الوجيه وابن مكة وأحد الرموز الوطنية التي رسمت ملحمة إبداعية في دروب العمل التجاري والمسيرة الاقتصادية.