د.عبدالعزيز الجار الله
العالم يعيش مقسمًا بين عوالم أو بين ثلاثة مستويات هي:
العالم القديم عصور العالم الأولى، الحضارات السابقة وحتى ذاكرة الإنسان القديمة.
العالم الحاضر المعاش، واقع اليوم بكل تفاعلاته.
العالم الافتراضي، عالم فضاء الإنترنت، وهو من عوالم المستقبل وأيضًا الواقعي والخيال العلمي.
والحديث هنا عن العالم القديم وما يدخل معه من علوم: الجيولوجيا والجيومورفولجيا والآثار والأنثروبولوجيا والتراث وذاكرة الإنسان القريبة. جميع أنواع العلوم متطورة ولها التصاق بالحاضر ونموذجها الجيولوجيا هذا العلم الذي يبحث في الصخور القديمة لكنه مفتاح لعَصّب الحياة والاقتصاد والاستقرار في حاضرنا اليوم لأنه علم لأهم الموارد: المياه، النفط، الغاز، المعادن، وموضوعات أخرى تهم الحياة الزلازل والبراكين.
الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السنوات الأخيرة كشفت عن مستوطنات قديمة ورسمت خريطة للتوطين القديم في أكبر أقاليم الجزيرة العربية التي تضم السعودية واليمن ودول الخليج وأجزاء من الشام والعراق، كما رسمت وزارات عدة وهيئات حكومية وزارات: البلديات، الطاقة، التخطيط، والمساحة العسكرية، هيئة المساحة الجيولوجية. رسمت خرائط جديدة وحديثة عن الحدود الدولية والإدارية الداخلية وإطار التنمية البشرية والاقتصادية ليصبح لدينا خريطة للعالم القديم وخريطة أخرى للعالم الحديث.
لذا لا بد من تعاون مكثف ما بين من يعمل على العالم القديم وبين عالم الحاضر للربط بين هذا الماضي الذي يجب إخراجه من الماضي ليصبح شريكًا للحاضر ولا ننسى أن العالم القديم هو قارات: آسيا وأوروبا وإفريقيا، وأن العواصم العريقة قامت على مدن وحضارات قديمة، ولا يجب عزل الماضي كونه حقبي حسب على ماضي السنين ورفعه على رفوف وفي مستودعات هيئات الآثار وكتب ومخزونات التاريخ، وهنا يأتي دور هيئات الآثار والتراث بالسعودية والخليج في الربط والمواءمة والمزج بين خرائط العالم القديم وخرائط العالم الحديث، لمعرفة اقتصاديات الأمس، والتنمية البشرية التي عاشتها أجيال الماضي من تأسيس المدن وطرق التجارة القديمة وموانئ الربط البحري في عالم البحار القديمة، ومصادر المياه وأنماط عيش المجتمعات في عالم عاش على موجوداته وما وفرها له محيطه من نعم الله في الالتقاط والزراعة والتصنيع.