«الجزيرة» - علي القحطاني:
انتعشت الصفقات العقارية الخاصة بالعمائر التجارية في مدينة الرياض، وبلغت قيمة صفقاتها خلال الشهر الماضي أكثر من 432.7 مليون ريال، في حين لم تتجاوز قيمة الصفقات في الفترة نفسها من العام الماضي 38 مليون ريال, أي حققت زيادة بنسبة 120 %. وتشير التوقعات إلى أن سوق العمائر السكنية هو السوق الرئيس الذي سيحتل الصدارة في السوق العقاري خلال السنوات القليلة المقبلة بحثًا عن العوائد من خلال التأجير، سواء المحال أو الشقق السكنية باختلاف مساحتها.
ويعتبر سوق العمائر التجارية بالمملكة من الأسواق الواعدة التي تبشر بمستقبل مشرق في خارطة السوق العقاري خلال الفترة المقبلة. وكان لحي العارض نصيب الأسد من الصفقات التي وصلت مساحتها إلى 365.8 ألف م2، وبقيمة تزيد على 420.6 مليون ريال.
وقال عقاريون لـ«الجزيرة»: زادت خلال الفترة الماضية عمليات تشييد وبيع المباني التجارية بنسب ملحوظة على حركة القطاع العقاري السعودي كلها؛ إذ نشط الإقبال على هذه النوعية من العقارات، في الوقت الذي تعيش فيه الأسواق المحلية ركودًا نسبيًّا في الحركة العامة للسوق في شتى أفرعها التجارية، متوقعين زيادة قيمة صفقاتها في السنوات القادمة, خاصة في ظل تعزيز ثقافة الاستثمار في ظل حالة الركود التي يعيشها السوق، والرغبة في تحريك الأموال التي يملكونها بدلاً من تركها في حسابات جارية. وقال المستثمر العقاري سليمان العمري إن سيطرة العمائر السكنية التجارية على القطاع مع بداية العام الحالي ليست أمرًا مستغربًا في ظل رغبة المستثمرين، سواء أفرادًا أو شركات، في تنويع استثماراتهم، والبحث عن الفرص العقارية، الذين وجدوا ضالتهم في سوق العمائر السكنية التجارية، وخصوصًا أن معظم ملاكها من الشركات الاستثمارية أو الأفراد المستثمرين، رغبة في تأجيرها والبحث عن تحقيق عوائد مجزية.
وذكر العمري أن ارتفاع وتيرة صفقات المباني والعمائر السكنية التجارية يؤكد أن الكثير من العاملين في السوق درسوا توجهات السوق والفرص العقارية المتاحة خلال الفترة المقبلة، وأبدوا تفاؤلاً كبيرًا، متوقعين أن يحقق التعامل في العمائر التجارية استقطابًا كبيرًا خلال الأشهر القادمة باعتباره أكثر مجالات الاستثمار العقاري أمانًا وثباتًا في مداخليها.
وبدوره، قال المستثمر العقاري خالد الغليقة إن سوق العمائر السكنية سيُشكل وجهة خلال الفترة المقبلة رغبة في البحث عن استثمار آمن، معتبرًا أنها ستكون أحد أهم محاور الاستثمار العقاري في المنطقة؛ ما جعل تعاملاتها تحقق نسبة ارتفاع تجاوزت التوقعات، خاصة من خلال ما ورد في المؤشر العقاري الصادر من وزارة العدل خلال محرم؛ إذ قفزت مبيعات حي العارض إلى 421 مليون ريال على العمائر السكنية التجارية خلال شهر فقط مقارنة بـ38 مليون ريال خلال الفترة من العام الماضي، وهذا يعطي دلالة كبيرة على التوجه خلال الفترة المقبلة في البحث عن الاستثمار الآمن.
وعزا الغليقة انتعاش سوق العمائر والمباني التجارية إلى لجوء صغار المستثمرين إليها؛ كونها أكثر أمانًا، وخصوصًا مع مراحل ارتباك سوق العقار خلال الفترة الحالية؛ ما دفع هؤلاء إلى استثمار نسب غير يسيرة في العمائر باعتبارها ملاذًا آمنًا، بالرغم من رتابته؛ إذ يعتمد على مداخيل التأجير للمحال التجارية والوحدات السكنية.
هذا، وتوقعت بعض المصادر أن يشهد الطلب على العمائر خلال الأشهر الستة المقبلة زيادة ملحوظة مع اختلاف الأسباب، وأكدت المؤشرات كافة أن سوق العمائر في الرياض سيكون خلال الموسم الحالي إحدى القنوات الرئيسي التي ستؤثر بشكل فعال في وضع السوق بشكل عام.