كتاب مثار النقع.. حكايات التاريخ للجغرافيا بدون تاريخ الأسلاف عبر مرويات لمن عاصر تلك الفترة.. وما فيها من حروب طويلة خاضها الملك عبد العزيز رحمه الله مؤسس هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية.
وقد اعتمد المؤلف منيف بن خضير الضوِّي على معلومات استقاها من رجال كبار.. ومن الأرشيف الالكتروني لصحيفة الجزيرة ومن ارشيفه الخاص.. وعلى عدد من الكتب والدوريات.
لقد تميز كتاب مثار النقع لمؤلفه منيف الضوِّي باثرائه بالمعلومات القيمة التي اعتمد فيها على كثير من المصادر المهمة التي كتبت عن الملك عبد العزيز وبقية ملوك المملكة، وكل ماله صلة بتاريخ المملكة من مواقع واحداث وقصص وشخصيات أخرى مؤثرة، فجاء تدوينه لهذه الحقبة من التاريخ عن ملك وزعيم استثنائي بما سماه حكايات التاريخ للجغرافيا ليروي لنا فصولاً مهمة عن المؤسس بوصفه بطل الوحدة العربية الوحيدة في تاريخ الأمة العربية.
ويقول المؤلف منيف الضوي:
الكتاب محاولة لتدوين حكايات تاريخ الأسلاف عبر مرويات لمن عاصر صفحات الماضي الذي ألهم الحاضر وعبر تتبع ما خطته حوافر العاديات من مسيرة لا تكل من النجاح ومن حضارة لا تمل من السير قدماً نحو الأفق البعيد! ومما جاء في الكتاب: في معركة الاحساء تعرض الملك عبد العزيز رحمه الله لطلق ناري غائر في جسده، وكان جالساً فطلب من الحاضرين الانصراف لأنه يريد أن يختلي برجاله الثلاثة هباس بن هرشان وفيصل الدويش وفيصل بن حشر ولما خلا المجلس العام إلا من هؤلاء أخبرهم بأن الطلق الناري استقر في جسده وطلب منهم أن يساعدوه على المشي متكئاً عليهم إلى المجلس الخاص ولما قام سال الدم من فخذه وطلب من ابن هباش اخفاء آثار الدماء وأكد عليهم أن يقولوا للناس ان الملك عبد العزيز أصيب بخدر (تنميل) في رجله من كثرة الجلوس، وكان الملك حكيماً فهو في حالة حرب ولا يريد لمشاعر رجاله وجيشه ان تتأثر لاصابته ولايريد أن يستغل أصحاب الشائعات هذه الحادثة فاحضروا له الطبيب الخاص الذي أكد أن الطلق الناري مستقر في الجسد ولابد من تخديره لاخراجه فأخذ الملك عبد العزيز يتلمس مكان الجرح حتى غارت يده في جرحه النازف فأخرج الطلقة بيده في حينه دون تخدير وسط ذهول الطبيب والحاضرين وقال للطبيب: الآن افعل ما شئت!
ولم يكتف الملك عبد العزيز بسهام المعارك في النهار بل أضاف إليها سهام الليل وهو قيام الليل والدعاء، والملك عبد العزيز كثير التهجد والدعاء سواء في معاركه أو بعد توحيد المملكة وما يروى أنه يردد دائماً: اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم إن كان بي عز للإسلام فأعزني. كتاب مثار النقع جاء في 246 صفحة من الحجم الكبير واشتمل على صور تاريخية نادرة.