لكل أمة، ولكل شعبٍ من الشعوب أساطير شعبية تتناقلها أجيالهم عن طريق الروايات والحكايات و(السواليف) فتتعرض تلك الأساطير خلال ذلك للزيادة والنقصان، مع العلم أن أغلب الأساطير الشعبية تنقصها الحقائق والبراهين.
في بلاد الصين، حيث الكثافة السكانية والأعراق الكثيرة والمتعددة تكثر الأساطير والخرافات، ومنها التي تحوم حول طائر العنقاء (طائر خيالي له أكثر من رجل وأظافره قوية طويلة) ويوجد رسمه على بعض المنتجات الصينية مثل الاسمنت الصيني، وفي بلاد الشام يسرد الحكواتي الأساطير على الناس من خلال كتب قديمة فتكون صورة (المارد) الذي يعمل الخوارق والمستحيلات ماثلة أمامهم. أما (الطنطل) في البصرة بالعراق، فإنه حسب وصفهم له رجل فارع الطول يقف بين نخلتين ويهزهما من أعلاهما هزاً عنيفاً حتى يتساقط تمرهما ثم يختفي عن الأنظار ويكون ذلك في الليالي حالكة السواد.
وأما نحن في (نجد) بالسعودية فإن حكايات الأجداد والجدات لا تخلو من ذكر الخيالات والأوهام مثل (الهولة) وكنا نردد ونحن صغار قائلين: يابو علي يا جارنا يا هولة في دارنا، كما كنا نسمع عن (المقرصة الحامية) ويخوفوننا بها، وكنا نتخيلها قطعة دائرية من الحديد حمراء مشتعلة تنزل من السماء على المخالفين لأوامر الله سبحانه، وعلى الذين يعصون والديهم.
أما ما يلجأ إليه بعض الآباء والأمهات (وحتى بعض المعلمين) من سرد قصص المردة والشياطين وخزعبلاتهم، على أطفالهم بقصد تشويقهم أو تخويفهم فهذا خطأ فادح، وطريقة عقيمة في التوجيه والإرشاد، فقد تؤثر سلباً على مستقبل الناشئة وعلى عقولهم ومداركهم.
القصيم - بريدة
ibrahimwashmi@gmail.com