تونس - فرح التومي:
بنسق سريع، تسعى الوحدات الأمنية إلى استباق الأحداث وقطع الطريق أمام الجماعات المسلحة المنتشرة داخل المدن وفي المرتفعات والجبال حتى لا تترك لها مجالاً لتنفيذ مخططاتها الإرهابية، حيث تواصل القوات النظامية البحث عن بقية مخازن السلاح الموجودة خاصة في 3 محافظات من الجنوب التونسي، إذ كشفت التحقيقات أن هناك خرائط لمخازن ومخابئ سرية يملك مفاتيحها 6 قادة في تنظيم «داعش» الإرهابي.
فبعد العثور على مخزن الصواريخ الأخير في مدينة بن قردان (التي كانت مسرحا يوم 7 مارس الماضي لأكبر مواجهة بين الأمن والجيش ومجموعة كبيرة من الإرهابيين المسلحين)، أثبتت التحقيقات والمعلومات الاستخباراتية وجود كميات أخرى هامة من السلاح داخل عدد من المدن وخاصة الحدودية منها مع الجارة ليبيا وهو ما جعل المؤسسة الأمنية تتخذ إجراءاتها للبحث عن باقي الأوكار التي يستعملها الإرهابيون لإخفاء أسلحتهم.
وأكد مصدر أمني حسن الاطلاع أن 6 قادة «دواعش» يملكون سر خرائط مخازن السلاح في تونس، 4 منهم موجودون في ليبيا وعلى اتصال مباشر بخلايا إرهابية تنشط في تونس وتحديداً في محافظات سيدي بوزيد والقصرين وقفصة والعاصمة وأريانة أما العنصران الآخران فأثبتت التحقيقات أنهما يعيشان بسوريا.
وأقر ذات المصدر أنه من أبرز الصعوبات التي تواجه التحقيقات والبحث الأمني في ملف مخازن الاسلحة الموجودة في عدد من المدن والمناطق الحدودية هو حصول الإرهابي الذي سينفذ العملية على سلاحه ساعات فقط قبل ساعة الصفر أي قبل تنفيذ المخطط الإرهابي بحوالي 24 ساعة مما يساعد بقية العناصر على الاختفاء والهروب من البلاد نحو التراب الليبي.
وأثبتت التحقيقات أن كل عناصر الإرهابيين في العمليات التي شهدتها تونس حصلوا على المتفجرات وأسلحة الكلاشنكوف من مهربين لهم علاقة مباشرة وغير مباشرة بالقادة الإرهابيين المتمركزين في ليبيا خاصة.
وكشف المصدر الأمني عن وجود مخازن أخرى للسلاح داخل عدد من محافظات البلاد وخاصة الحدودية منها، مضيفاً أنه بعد أحداث 14 يناير 2011 وفي ظل الفوضى والإنفلات الأمني الذي رافقها، تم إدخال كميات ضخمة من السلاح القادم من التراب الليبي بشحنات ضخمة وقع توزيعها في مخازن سرية يملك خرائطها القادة الإرهابيون الكبار.