خذيني إلى مرسمك
خذيني إلى حيث يشتبك البحر والعائدون
وتغفو النوارس في مقلتيك
ويطفىء شيخ الحنين سجائره في دمي أو دمك !
خذيني إلى مرسمك
سأدخل مثل الغزاة : طموحا نبيلا إلى وطن يحتفي بالسراب ويكبر في الخبز في ضحكة الجائعين
ونظرة صقر تمشط أشياءك العابثة
كفوضى الكلام بوسط دخان المقاهي ، ولكنني رغم هذا الجموح سأدخل مثل انثلامة رمح يؤنق من حزنه المنهمك !
خذيني إلى مرسمك
سأدخل معهدك المرتمي في الطهارة أخلع نعل الفحولة أنزع وجهي وكل النياشين والأوسمة
وكل انتصاراتي المبهمة
وكل الذين ارتديت حناجرهم حينما أقنعوني بأني وريث القضية والملحمة
أنا البربري الذي جاء من مجده عاريا إذ يتمم باسمك من صوته المرتبك
تصيحين عشبا يفاجئه الخيل : ياصاحبي من جاء بك ؟!
_ لقد جئت من غيمة سافرت في أقاصي الجنون و جئت برعدي وبرقي وعصفي وقصفي ونزفي وهمسي
إلى موسمك
خذيني إلى مرسمك
سأكبر لونا يجيد التعلق في ريشة من قلق
أقلم موتي لأصبح أشهى بروح الورق
أميل مع الريش لما تميل ، وأرقب عمري على معصمك
خذيني إلى مرسمك
أنا البربري الذي لم تزره السماء
سيحتاج بعض النقاء وبعض الغناء
لينضم في زمرة الأنقياء
خذيني إطارا بريئا للوحاتك المتعبة
سأحرس حزنك حين التجلي كما يحرس البحر أوهامه المعشبة
- شعر/ يحيى العبداللطيف