د. صالح بن سعد اللحيدان
لعل من أساسيات استمرار الدولة وعدم تخلخل حالتها.. من أساسيات ذلك التنبه لخطأ أو أخطاء جرت على دول، ترعرعت خلال قرون سلفت.
ذلك أن التنبه وتكرار قراءة خطاب التاريخ التحليلي وقراءة التاريخ النقدي قراءة متأنية ذات مسار مهتم بتداعيات حقائق الخطأ والصواب يكشف لأي دولة حديثة جذور حصول الخطأ قبل أن ينبت أصلاً - بإذن الله تعالى -.
وليس هذا مني ادعاء، ولكن قراءاتي المستمرة في سير الأمم الماضية تعطيني صورة أن الأخطاء تتشابه غالبًا، وإن اختلفت في الصورة، وإن اختلفت في الصور.
والمشكلة هنا - حقيقة - أن تقديم القلب على العقل في حل الطارئ من الأمور ولو كان صغيرًا هذا يجر معه تداعيات قد تكون مقلقة.
وأغلب الظن أن المبادرة الحكيمة المتزنة تعطي تصورًا حيًّا لحجم الخطأ وتأثيره، قريبًا كان ذلك أو بعيدًا.
وكنت قد كتبت قديمًا هذه الحكمة التي تحصلت عليها من خلال تجارب عدة نظرية وعملية، وتلكم هي (أن الحذر من الصديق يحسن أن يكون أكبر من الحذر من العدو؛ فقد يكون العدو ليس عدوًّا أصلاً، لكن تصوري عنه أنه كذلك بسبب وشاية أو سوء فهم مني أو أن هذا العدو لا يقصد شيئًا، لكنها طبيعته. هذا أبعد عن ذهني كثيرًا من التصورات عن كثير من الشخصيات خلال عهود تتالت).
وقد كان هذا سببًا لعدم قبولي شكوى ضد قاض أو رئيس هيئة ما إلا بعد تصور وتصور، وكنت لا أقبل هنا لمزًا أو غمزًا حتى من المقربين إليّ.
وحقيقة القول هنا كحقيقة هناك أن الندم سيئ على النفس والعقل والروح إذا حكمت أنا أو غيري بمجرد ظن أو نقل كلام دون دليل مادي مع ما يجب أن أتسم به من نزاهة وعدل ومحاكمة عاقلة.
والقوة هنا تكمن في تمام الثقة بالنفس، وهذه الثقة أصل من أصول الحكم، وهي أصل في أساس النجاح في مسار الحياة في الجملة؛ ذلك أنها تولد القدرات وتولد عافية النظر والأخذ بالنص وتنزيله على أرض الواقع بشفافية وسبق تصور جليل، وهذا أصل ثان.
أقول إن القوة من أسباب حصولها لدى المرء هي هذه الثقة وهذه المحاكمة الحكيمة المتزنة، تلك التي ترى في الضعيف قويًّا وفي القوي ضعيفًا حتى تتضح الحالة والأخرى والثالثة، وحتى تتضح الحالات في سير حياة حية باقية.
وهذا يدعو إلى القول إن من أصول الحكم طول البال وسعة النظر والتجارب واتقاء الزلل خاصة ما توحيه إلي عاطفتي ورغبتي أو ميلي دون نظر إلى ما سلف، ولاسيما تحكيم العقل الفطين مع النص السليم الخالي من الشائبة.
وهنا لعلي آتي على جزء لا بد من الإتيان به، يدخل في دائرة هذا المعجم، وذلكم هو معاني القوة التي هي أصل من أصول الحكم على كل حال.
أولاً: القوة، ويراد بها الرمي المتجه إلى الهدف كما جاء في الصحيح (ألا إن القوة الرمي).
ثانيًا: القوة العزيمة وهذه صفة نفسية.
ثالثًا: القوة، القدرة على الشيء، ولفظ القوة أعم.
رابعًا: القوة، الغلبة وهي مثل القدرة بالنسبة للقوة، لكن الغلبة تعني أحيانًا الظهور.
خامسًا: القوة العزيمة، وذلك من جهة السيادة والإمامة حسن ومعنى.
سادسًا: القوة، ويراد بذلك الإصرار على التمسك بشيء ما قناعة ورضا.
سابعًا: القوة، وتعني الفهم الجيد بسبب صفاء الذهن وسلامة العقل وحسن التربية وسلامة الروح من الشوائب. هذا من باب المعاني.
ولهذا يحصل الإلحاد عندما يعجز العقل عن إدراك أصول الغيبيات، وهنا يفترض افتراضات ضمنية يصدقها بسبب قراءة ما أو صداقة ما أو فهم ما، لعله جاءه بسبب عجز لم يستطع عقله استيعابه مع وجود وخز شديد في اللاشعور، يحس به، لكنه يتناساه من باب العناد اللاشعوري الذي قد لا يدركه هو. وهذه الحال يحس بها كذلك الظالم والواشي إذا خلا كل منهم بنفسه. من أجل ذلك يعيش هذا النوع في غربة، لكنه لا يدركها إلا متقطعة، ولعله لو غاص في أعماق ذاته وصادق نفسه وصدق معها لأحس هناك بأنه يلتقي مع الحق ولو كان عليه ثقيلاً.
** ** **
البريد الخاص:
محمد الحربي، القصيم/ الفويلق.
أحمد البشري
الإجابة عن السؤال هو أن الأستاذ حمزة بن قبلان المزيني الحربي قد اجتهد وأخطأ فيما ذهب إليه في أفضليات اللغة ونقاشه للإمام ابن قتيبة في التذكير والتأنيث. قد وقع منه في هذا زلل، لعله راجع إلى ضعف الخلفية اللغوية أصلاً؛ فإن (بط وحمام) هذا كله اسم جنس جمعي، ومعلوم أن اسم الجنس الجمعي يذكر ويؤنث. وحمزة المزيني له جهود جيدة في اللغة واللسان العربي.
كم آمل منه شدة التأني وقوة المراجعة.
أحمد بن هدلق العيدي الهدلق/ الرياض
فيما يتعلق بسؤالك عن أساسيات النحو والصرف فإن الصرف جزء من النحو.
سوف تصلك رسالة مفصلة
محمد بن سيف بن جمال المنهالي/ الإمارات العربية المتحدة
(أفرض أمتي زيد) المقصود به زيد بن ثابت وليس زيد بن حارثة، وكلاهما صحابي جليل.
(اتق شر من أحسنت إليه) هذا ليس حديثًا، لكنه حكمة، تحتاج إلى نظر، وتمامها (إذا أسأت إليه).