محمد عبد الرزاق القشعمي
وقد تضمن الديوان ترجمة مختصرة جاء فيها: إنه ولد في عنيزة عام 1340هـ وكانت دراسته الأولية على المشايخ حيث قرأ القرآن الكريم وشيئاً من علوم الدين ومبادئ القراءة والكتابة والحساب. ألحقه والده بمدرسة المعلم صالح بن ناصر الصالح عام 1352هـ. انتقل مع أخيه إلى حائل حيث عين مدرساً. وفي عام 1362هـ نقل وكيلاً في المدرسة السعودية في عنيزة، وفي عام 1363هـ كلف بفتح مدرسة ابتدائية بالرس، عاد بعدها مديراً للمدرسة الفيصلية في عنيزة. وفي عام 1370هـ [ والصحيح عام 1382هـ ] كلف مفتشاراً إدارياً بجدة وبقي فيها إلى أن تقاعد عام 1405هـ.
قال عنه الشاعر إبراهيم الشوشان في تقديمه لديوانه: «..والأستاذ العرفج من الأساتذة والمثقفين الرواد الذين كان ومنذ عهد قريب له دور في الحركة التعليمية والتربوية سواء في بلده عنيزة أو في المناطق الأخرى التي زاول التعليم فيها، فمن سيرته الذاتية نسبر الدور الذي أسهم به فيما يقرب من ستين عاماً فهو من الرعيل المجايل للشيخ المعلم صالح بن ناصر الصالح وأخيه عثمان الصالح، كان بعض هذا الرعيل بالإضافة إلى اهتماماتهم التعليمية والتربوية لهم إسهامات في المناشط الثقافية فكراً وأدباً وشعراً وأحياناً يكون ذلك من صلب اهتمامهم ومنهم الأستاذ العرفج حيث كان له اهتمام بالغ بالشعر بشقيه الفصيح والعامي... » وقال إن العرفج ومجايليه لم يطلعوا على المناهج الحديثة في نقد الشعر والأدب فجاء شعرهم تقليدياً يعنى بالأسس التقليدية للشعر والأدب القديم، لكن وإن فقد الجدة، فهو لم يفقد الأصالة ونفحة الماضي الجميل.. وقال إنه قد تعرض إلى أزمات ومصائب لم يكن ليتحملها لولا إيمانه العميق بالله، فقد ثلاثة من أبنائه وعاش مأساة تراجيدية محزنة لا يملك أي شخص مهما كانت قوة تحمله أن يتمالك نفسه أمام كل ذلك... لكن الشيخ تحامل على نفسه ومارس حياته كما يمارسها المؤمن التقي الواثق برحمة ربه، وقد انعكس ذلك على أسلوبه الشعري.
وعندما أصدر الشيخ محمد العبودي مؤخراً (معجم أسر عنيزة) استعرض شيئاً من سيرته وعلاقته معه.. نختار منها قوله: «.. ولكني أقول إنني اكتشفت الأستاذ الأديب عبدالله العرفج آنذاك فوجدته شاعراً ووجدت أنه مثقف واسع الثقافة، وذلك أمر عزيز في ذلك الوقت عند كثير من الأدباء.. ».
واستمر يروي نتفاً مما يتصف به من ظرف وأنه يحب رواية الأخبار الظريفة، وقال إنه اكتشف فيه بره بأقاربه إذا عطاه مبلغاً من المال لإحدى بنات أحد أعمامه المقيمة ببريدة، أحد عشر ريال فضة، وهو مبلغ كبير إذا ما قورن بما يساويه هذه الأيام.
وتتبع أخباره ومسيرته في التعليم، إذ توسط له الشيخ عبدالله بن حميد لدى المعارف فانتقل عمله من الرس إلى عنيزة عام 1370هـ، وعندما عرض عليه إدارة تعليم وادي الدواسر اعتذر لظروف فتمت ترقيته ونقله عام 1382هـ مفتشاً تعليمياً بجدة، وقد استشهد الشيخ العبودي بنماذج من شعر، العربي والعامي.
وقال إن صلته بالعرفج قد استمرت فكان إذا جاء من عنيزة إلى بريدة يزوره في بيته وكان يجري بينهم سجال أدبي أو بحث متعلق بذلك.
وقال إنه تساجل مع الشاعر محمد حسن فقي عندما أهدى الأخير للعرفج مجموعته الشعرية الكاملة.. فقال العرفج برسالة جوابية:
يهدي الأحبة للأحبة عادة
ورداً وقد يهدونهم أعنابا
لكن من أهدى إلي نتاجه
في سبعة الأسفار شعراً طابا
هذا الفقي الهاشمي محمد
نعم الحبيب الحق طاب جنابا
قد فاق بل قد لذما اهداه لي
أحيا به الأرواح والألبابا
فرد عليه الفقي بقصيدة طويلة نختار منها قوله:
طربت من العرفج المستنير
بشعر بدا كشعاع القمر!
كصفو الغدير.. كشدو الكنار
كحلوا لثمار.. كنفح الزَّهر
فقلت له.. ما أجل القريض
إذا ما سبانا بهذي الغُرر
بدالي كمثل السحاب الندي
يجود علينا بحلو المطر
ومن شعر المديح ذكر أن الدكتور (ابن متى) طبيب العيون المسيحي الذي عالج مرض عينه فوجده نعم الطبيب مما أوجب عليه أن يقول:
لعيسى بن البتول رسول ربي
أياد في فروع الخير شتّى
فكم داء بإذن الله يشفي
وكم أحيا بإذن الله موتى
وأنت كميل قد اعطاك ربي
شفاء العين حقاً يا ابن متىَّ
ترى للعين تشخيصاً وحذقاً
تجدنا في الشفاء وقد تأتيّ
فدم وهداية الرحمن تبدو
أمامك كل ما عنها بعدتا
خلال المهرجان الثقافي الخامس لمركز صالح بن صالح بعنيزة 27-2016/3/31م، عرفت بوجوده العرفج بعنيزة فطلبت زيارته ولم تتيسر لوضعه الصحي. فتمنيت له الصحة والعافية.