في تاريخ 10-1-2001م و في بيروت تحديدا ، تحرك هذا التوقيع على إحدى المسودات الشعرية لتُهدى إلى الصديقة الكاتبة الأستاذة غريد الشيخ ، التي حفظت أوراقه المكتوبة بخط اليد بعد وفاته.
بعد سنوات و في عام 2015م تحديدا طلبت من الأستاذة غريد أن تبعث إلي صورة لتوقيعه؛ لأنني أعلمُ عن عمق الصداقة بينهما، إذ كتبت عنه كتاب «أيام مع الفيتوري» و فيه سبرت أغوار ذلك الشاعر الذي قضت معه أياما من أجل كتابة ذلك الكتاب، ضمن سلسلتها الرائعة «أيام معهم» و يكفي قول شاعرنا: «غريد هي التي شهرتني.. »
توقيعه تحرك كثيرا على أوتار آلام إفريقيا في بداياته الشعرية وربما يكون من أوائل الأدباء الذين نافحوا عن تلك القارة المنسية في شعره الذي أظهره للعالم؛ ليفتح الطريق للكتابة عن آلام و مجاهيل تلك القارة المنسية للأدباء من بعده، فأصدر ديوانه «من أغاني إفريقيا» في أوائل الخمسينات؛ لكنه لم ينس الآلام العربية التي تحرك توقيعه عليها وتجاوزها ليتحرك على أوتار الآلام الإنسانية؛ لاسيما أن بدايات تشكل وعيه أثناء الحرب العالمية الثانية.
يقول:
«صناعتي الكلام..
قد أُجيدُ تارةً.. و قد أخطئُ تارة..
لكنني منذ مشت عواصفُ الحنين في دمي..
ومنذ أزهرت براعم الكلام في فمي..
ومنذ ما انطلقتُ ضائعاً مُشرَّداً..
أطوي ليالي غربتي..
وأمتطي خيول سأمي»..
إمضاء الشاعر محمد الفيتوري ( 1930م - 2015م ): تحرك كثيرا على أوتار الألم؛ ليكون وترا شعريا خالدا في الذاكرة العربية.
- حمد الدريهم