نوف بنت عبدالله الحسين
كأنها درة أحاط بها الـ
غواص يجلو عن وجهها الصدف
(قيس بن الحطيم)
نسيم يخترق الأنفاس.. ويلج في الروح.. يكرر عبوره بداخلك.. في لحظات تأمل عنفوان الأمواج وهي تحاور طيور النورس.. تهب تلك الرائحة مرة أخرى وقت الغروب.. والشفق يداعب السكون.. يشدك نحو الأفق.. ويسيطر على كل حواسك، وكأنه تنويم مغناطيسي.. يطالبك ببث كل همومك للبحر.. من خلال عمليتَيْ الشهيق والزفير.. نفس عميق تجره نحو داخلك، وتكتظ بك تلك الرائحة.. لتخرج زفير الهموم.. وكأنها عملية لغسل النفس المتعبة من تراكمات الحياة..
محظوظ من جاور البحار.. مستنشقًا رائحة الشطآن.. متكيفًا مع صوت البحر المريح.. وحوار النورس البهيج.. يرمي همومه هناك.. ليكتشف روعة الحياة..
يغرس أقدامه في رمال البحر.. ويسمح للنسيم العليل بأن يداوي روحه ويجددها.. قد تصادفه قنينة مدفونة.. تحمل تلك الرسالة الخفية.. التي حملها النسيم لتصل إلى أحدهم.. فوصلت إلى جار البحر دون سابق إشعار..
إنها هدايا النسيم غير الاعتيادية.. التي تسوقها البحار.. فتصل إلينا في أحلى صورة.. قد تكون لؤلؤة أو صدفة أو عروس بحر.