سعد بن عبدالقادر القويعي
تتجلى المواطنة الإلكترونية في الدفاع عن الوطن، ورموزه، ومعطياته عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للتغريدات المسيئة لبلادنا، والتي باتت أكثر تركيزًا علينا مما مضى، والدفاع عن المملكة، والتصدي للهجمات المغرضة من أعداء الخارج، وذلك بإطلاق هاشتاقات خاصة للرد عليها، وتصحيح أي صورة تشوه الوطن خارجياً، وتنال من سمعته، والتغريد حولها بكثافة، الأمر الذي دفع بأصحابها في معظم الأحوال إلى حذف الإساءة، والاعتذار للشعب السعودي الذي يمثل جانب القوة للوطن، ووجهه المشرق، وحجر الزاوية في بناء النهضة، والمحافظة على مكتسباته، وإنجازاته.
إن توظيف فضاء الإنترنت الشاسع للتعبير عن المواطنة الحقيقية، والحب الحقيقي للوطن، والدفاع عنه، والعمل على نشر صورتها ناصعة البياض، تتجاوز الحدود السياسية، والجغرافية، والزمنية؛ باعتبار أن تجربتنا -الماضية والحاضرة-، علمتنا كيف نكون مواطنين بالحب ضد كل من يحاول اختطاف الوطن، أو تحويله لوطن الإرهاب، والقتل. وكلما ارتفع منسوب هذا الوعي في وجدان أفراد المجتمع، رجحت مصلحة الوطن على المصلحة الضيقة.
كم كررنا القول، بأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً من واقع ثقافتنا اليومية المعاصرة، ووسيلة من وسائل تدفق الأفكار، والأخبار، والرسائل بكل مضامينها، وأهدافها، ومصادرها، فأصبحت معادلة حب الوطن، والولاء له بداخلنا أكثر عمقاً، وممارسة؛ ما أوجب فيها ضرورة مراعاة خطابنا المطروح، وتجديد مضامينه، وتحديث مظاهر ولائنا، وحبنا لهذا الوطن العظيم، مع مستجدات الواقع المدركين لحاضره، ومستقبله؛ فنعمل لحاضرنا بإخلاص، وإتقان، ولمستقبلنا بتخطيط، وإستراتيجية، وخبرة كافية، والذي يعتبر انعكاساً لحالة الوعي الوطني المتنامي، والمستند على العقيدة، والتقاليد الراسخة في النفوس.
المواطن هو الأهم في منظومة الأمن، وهو الرقم الصعب الذي يحسب له في معادلة الوطن؛ لأنه يمثل عمق الإحساس بروح الانتماء للوطن، والمناخ الذي يصنع فيه هذا الوعي. وفي كل مرة يظهر السعوديون شراسة في الدفاع عن صورة المملكة في مواقع التواصل، وتعزيز جانب الولاء، وتنمية مفهوم اللحمة بين القيادة، والشعب، والوقوف أمام ما يتم ضخه من حرب نفسية، يُراد من خلالها تكريس صور سلبية؛ لتؤدي في نهاية المطاف قيادته إلى مهالك التبعية الفكرية، وما يراد منها، كالسعي لزعزعة الأمن، وممارسة التحريض الصريح، أو المبطن ضد الوطن.