محمد المنيف
الثيمة أو العنوان أو الفكرة التي يطلقها منظمو المعارض والمسابقات التشكيلية على مستوى العالم عند إقامة معارض أو مسابقات تشكيلية، تشكل عقدة عند بعض التشكيليين ممن لا تتجاوز قدراتهم حدود ما اعتادوا على رسمه أو تنفيذه في لوحاتهم، مع أنهم لو عادوا إلى ما أنتجوه من أعمال لوجدوا أنهم يحاكون فكرة واحدة أو موضوع واحد تعددت لديهم سبل تنفيذه وأساليب الأداء فيه من مختلف مدارس الفن ومع ذلك لا يحبذون أن يحدد لهم موضوع أو فكرة أو (ثيمة) عند إقامة مسابقة أو معرض جماعي، ولو راجعنا الكثير من المعارض عالمية أو عربية أو خليجية أو حتى محلية لوجدنا أن المعارض والمسابقات المبنية على فكرة واحدة هي الأكثر تميزاً ونجاحاً من المعارض المشتتة فيما يطرح في الأعمال المعروضة فيها فأصبحت مثل صيد جراد بالليل، لا يخلو من تنوع غير متجانس، ولنا أن نأخذ بعض الشواهد على اختيار الثيمات لمعارض فردية وجماعية حيث أقيم قبل فترة للفنان المصري رضا عبد الرحمن معرض جعل عنوانه (الحمار) وقدم من خلاله مجموعة رائعة من الإيحاءات المستلهمة من العنوان تتعلق بالحياة والمجتمع، كما أقامت جمعية البحرين معرضًا لأعضائها تحت عنوان «سفينة نوح» وفي القاهرة معرض حمل عنوان «مزيكا»، أحال المعرض إلى جوقات موسيقية وسيمفونيا رائعة بالألوان والخطوط، كما هي كذلك في معرض «آرت دبي» الذي يقام بشكل دوري في الإمارات العربية المتحدة ويستضيف كل عام ما يقارب التسعين صالة عرض فنية عبر ثيمة محددة. وفي فلسطين ومن خلال بينالي الرواق، اختير لإحدى دوراته عنوان (هذا البحر لي)، ولنا في المملكة أيضاً توجه نحو الثيمات منها ما تم في المعرض الجماعي الذي أقيم في صالة داما آرت بمدينة جدة، تحت عنوان «ملامح»، عشرة فنانين سعوديين. مع ما قامت به جمعية التشكيليين من اختيار عناوين لملتقاها الأول (آثارنا إبداع يعانق الحاضر) والثاني بعنوان: (الحرمان الشريفان روحانية تجتذب الروح) ومعرض قادم تحت عنوان (2030 في مخيلة التشكيليين).