جاسر عبدالعزيز الجاسر
شارك مئات من الصحفيين والإعلاميين عرسهم الانتخابي يوم الأربعاء, وكانت مناسبة جميلة أن يلتقي المرء بالكثير من الزملاء والأصحاب الذين حالت أعباء الحياة دون رؤيتهم، ويوم الأربعاء فعلاً كان يوماً مفرحاً وسعيداً لكل الصحفيين والإعلاميين الذين حضروا الجمعية العمومية لهيئة الصحفيين السعوديين, وهدفهم إنقاذ هيئتهم بعد أن عجزت إدارات المجالس السابقة من تفعيل دور الهيئة وجعلها مؤسسة فاعلة تقدم للصحفيين ما يحتاجونه مهنياً ووظيفياً وأدبياً وحضورياً.
الخمسة عشر عاماً التي مرت من عمر الهيئة يتساءل الصحفي ماذا قدمت هذه الهيئة التي كانت حلماً يراود الجميع، ودون الحديث عن الذات فقد كنت قد ناضلت كثيراً من أجل أن ترى هذه الهيئة النور ولم أكن أطمح إلى جاهٍ أو إضافة إلى تاريخي المهني بقدر ما كنت أسعى أن تساعد هذه الهيئة على تعظيم دور الصحفي السعودي ورفع شأنه مهنياً وأدبياً ومادياً. ولكن مع الأسف الشديد أغرقت الهيئة في شكليات ولم يتعد دورها في إضافة رقم إلى جمعيات المجتمع المدني دون أن تحقق شيئاً وبالذات لمنتسبيها.
ومع وجود مقر جيد وإمكانات واعدة إلا أن كل ذلك لم يجد من يوظفه ويستثمره.
الآن انتخب الصحفيون مجلس إدارة جديد ويعلّق الصحفيون آمالاً كباراً على المنتخبين الجدد الذين يجمعون بين الخبرة والشباب والتنوع، إذ يرأس مجلس الإدارة قامة صحفية لها قيمتها ليس في المملكة ولا في الخليج العربي بل تمتد إلى الوطن العربي، ولهو خبرة طويلة في العمل الصحفي تمتد إلى قرابة النصف قرن، والحقيقة أن الإنسان ليشعر بالحرج وهو يتحدث عن رئيسه في العمل إلا أن الذي أسطره الآن بعيداً عن أي مجاملة أو تزلف فبعد هذا العمر وبعد ما وصلت إليه لا أحتاج إلى أن أتزلف إلى أحد, ولكن من خلال تعاملي مع خالد المالك الرئيس الجديد لهيئة الصحفيين السعوديين أرى أنه قادر على انتشال الهيئة من الحالة السريرية التي كانت عليها, أولاً لقدرته على العمل مع الجميع وإنصاته الإيجابي وقبل ذلك عدم تحسسه من نجاح من حوله بل هو داعم لهم، وهو ما يعزز تواجد عدد من الصحفيين الشباب الذين حازوا على ثقة زملائهم، كما يمثل تواجد ثلاثة من الزميلات في عضوية المجلس سيشكل تنوعاً يعزز الخبرة والحماس ويعطي حضوراً فاعلاً لرأي الفتاة السعودية، خاصة أن الزميلات المختارات يجمعن بين التفوق العلمي والمهني، مما يحقق للمجلس الجديد تنوعاً رائعاً ومزجاً للخبرات والمهارات والتأهيل والحماس، حكمة المخضرمين ونشاط الشباب، وهو ما نتمنى أن تحقق إنجازات ينتظرها الصحفيون الذين وضعوا ثقتهم بهؤلاء الرجال والسيدات الذين عليهم عبء كبير ليس فقط في مواصلة مسيرة نجاح وجود هيئة للصحفيين بل إثبات أهمية وجودها كمؤسسة تخدم المنتمين لها والمجالات عديدة لتأكيد ذلك فالأفكار عديدة ولا تحتاج إلا لمن يشجعها ويسندها، ونحن منتظرون ومتفائلون.