د. أحمد الفراج
على الرغم من تسريب فضائح تحرش المرشح الجمهوري دونالد ترمب بالسيدات، وتقدم هيلاري كلينتون عليه بأكثر من عشر نقاط، في استطلاعات الرأي، كنت أحرص على أن أكتب في نهاية معظم المقالات التي أكتبها: «أن هذا لا يعني الجزم بفوز هيلاري، ففي الانتخابات الأمريكية لا يمكن الجزم بهوية الفائز حتى اللحظة الأخيرة»، وكان بعض القراء يكتبون لي، ويتساءلون عن سر عدم جزمي بفوز هيلاري، رغم كل الدلائل التي تشير إلى ذلك، وكنت أعيد عليهم ذات المقولة، وأذكر لهم أمثلة لانتخابات رئاسية سابقة، جزم بعضهم فيها بفوز هذا المرشح أو ذاك، ثم حصلت مفاجآت قلبت الأمر رأسا على عقب، وآخر ذلك كان في انتخابات عام 2004، عندما كان كل شيء يشير إلى فوز السيناتور، جون كيري، وزير الخارجية الحالي، على بوش الابن، ثم، وقبل الانتخابات بأيام معدودة، أذاعت قناة الجزيرة شريطا لابن لادن، يهدد فيه بأعمال إرهابية، وطبعا كانت إذاعة الجزيرة للشريط محض صدفة، إذ لم تسلمهم القاعدة ذلك الشريط إلا في ذلك الموعد تحديدا!، وبعدها فاز بوش بتلك الانتخابات!.
هيلاري كلينتون التي احتفلت بفوزها باكرا، وبلغت ثقتها بالفوز درجة أنها بدأت تدعم زملاءها أعضاء الكونجرس، من خلال المشاركة في حملاتهم الانتخابية، رغبة منها في أن يكون الكونجرس في أغلبيته من حزبها، عندما تدخل المكتب البيضاوي، تفاجأت قبل أيام برسالة بعثها مدير المباحث الفيدرالية، جيمس كومي، لأعضاء الكونجرس الجمهوريين، يخبرهم فيها أنه قد يكون هناك ما يستدعي إعادة التحقيق في قضية «بريد هيلاري»، وهو الملف الذي ظنت هيلاري أنه أغلق تماما، بعدما صرح مدير المباحث الفيدرالية ذاته، في يوليو الماضي أن هيلاري كانت مهملة في التعامل مع الوثائق السرية، ولكن إهمالها لا يصل درجة ارتكاب جريمة فيدرالية، والحكاية، هذه المرة، هي أن مكتب التحقيق الفيدرالي يتابع قضية عضو الكونجرس السابق، عن ولاية نيويورك، انتوني وينر، في قضية تحرشه بفتاة قاصرة، ثم اكتشف الباقعة، فمن هو انتوني وينر، وما هي الباقعة، وما علاقة كل ذلك بهيلاري كلينتون؟!.
انتوني وينر، هو الزوج المنفصل عن أقرب الناس لهيلاري، وأعني هنا السيدة الأمريكية من أصل باكستاني، هوما عابدين، وعلاقة هاتين السيدتين غير مفهومة تماما، ولا يحسن الدخول في تفاصيلها الآن، وقد اكتشفت المباحث الفيدرالية أن هوما عابدين استخدمت في مراسلاتها مع هيلاري، ذات الحاسوب الذي كان يستخدمه زوجها لإرسال صور خليعة لقاصرات!، ورأي مدير المباحث الفيدرالية أنه من الضروري أن يطلع الكونجرس على هذه التطورات، فقد يكون هناك وثائق سرية، استخدمت من حاسوب غير آمن، وهذا التطور زلزل حملة هيلاري، وأثار غضبا ديمقراطيا كبيرا على مدير المباحث الفيدرالية، خصوصا وأنه يأتي في وقت حرج وحساس، قبل موعد الانتخابات بأيام، كما أعاد الوهج لترمب، والذي كان في وضع يائس وبائس، قبل هذه الفضيحة الجديدة لهيلاري، ورغم مرور أيام قليلة فقط، فقد بدأ ترمب يلحق بهيلاري في استطلاعات الرأي، فهي تتقدم الآن بمعدل خمس نقاط فقط، أو أقل، وستكون الأيام المقبلة حاسمة، فإما أن يتبين أنه لا يوجد وثائق سرية مسربة، وتنجو هيلاري، أو تنقلب الأمور لصالح ترمب، وبالتالي فإننا موعودون بالكثير من الإثارة والتشويق، وسأكون معكم لنقل كل ذلك بإذن الله.