د. فاطمة العتيبي
شهد شهر أكتوبر نشاطا منظما من وزارة الصحة السعودية شاركت فيه دول العالم في (شهر سرطان الثدي) كما تطلق عليه منظمة الصحة العالمية وتقام في هذا الشهر أنشطة متنوعة تستهدف توعية وتثقيف النساء بهدا المرض الذي يساعد اكتشافه مبكرا - بإذن الله - بالشفاء بنسبة 99%.
تتبعت هذه الحملة التثقيفية التوعوية من منطلق اهتمامي بالتنمية وتأثير العمل الجاد المنظم في تغيير اتجاهات وسلوكيات المجتمع، وتعمدت عدم المشاركة بها حتى يكون رأيي محايدا وموضوعيا.
تزينت المدن السعودية بالشريط الزهري وشارك الرجال قبل النساء بهذه الفعاليات وشهدت قوافل من الأطباء والطبيبات ساهموا عبر مواقع عديدة بالكشف المجاني. وأقيمت الندوات والمحاضرات للتثقيف واستقبال الاستفسارات. ومن أبرز الأنشطة في رأيي هي القصص الإنسانية التي تروى عن تجربة واقعية لصد هجوم هذا المرض، فتحية كبيرة أقدمها للزميلة العزيزة الدكتورة فوزية أبو خالد التي قدمت تجربتها شعرا وكذلك الدكتورة الناشطة سامية العمودي التي قدمت تجربتها الملهمة في مقاومة المرض. أظن أن التجربة الإنسانية تترك أثرأ بالغا وتبقى علامة مرسومة في ذاكرة الجماهير، فالواقع دائما أغنى بكثير من النظريات وهو يحاكي دفء القلب فيترك لغته تجري كالنهر في مسامع الناس باتجاه قلوبهم.
هذا المرض من المتوقع أن يتضاعف أربع مرات في الشرق الأوسط حسب تقارير المنظمة العالمية ويتطلب ذلك جهودا كبيرة في التوعية والتثقيف بأهمية الكشف المبكر، وقد أبلت وزارة الصحة بلاء حسنا في هذا الشهر ولا يسعنا إلا أن نقدم لها الشكر حيث تفاعل المجتمع معها تفاعلا جيدا.
بقي أن تقيس وزارة الصحة أثر جهدها وكيف تجاوبت الفئة المستهدفة وهل ساهم ذلك في زيادة الكشف المبكر وهل قلت نسبة الوفيات بعد الحملة عنها قبلها، وأي الفئات العمرية استجابت وأيها تحتاج لمزيد من الجهد كي تستجيب، هذه النتائج تعضد حملتها في العام القادم وتجعل أهدافها مركزة أكثر وعلى وزارة الصحة أن تنشر هذه المعلومات على بوابتها الإلكترونية ليستفيد منها المجتمع والباحثون والمختصون بالحملات التثقيفية، سدد الله الجهود.