هدى بنت فهد المعجل
اعتدت عند خروجي لممارسة رياضة المشي صباحًا أن أنتقي موسيقى عذبة استمع لها أثناء المشي، أو أختار محاضرة فكرية، معرفية، فلسفية، أو ثقافية أستمع لها، وأنصت إليها. خرجت هذا الصباح للمشي بعد أن وقع اختياري على محاضرة للدكتور عبد الوهاب المسيري عنوانها «التيارات الفكرية». نُشرت المحاضرة في اليوتيوب في 4 may 2013. عدد من استمعوا للمحاضرة 50903 فقط!!. المحاضرة قيمة، بيد أن موضوعي ليس عنها أو عن فكرتها ، إنما عن معلومة وردت فيها، أن نسبة أعلى إنفاق في القرن العشري كان على التسليح!!.
من هو عبد الوهاب المسيري؟. هو الدكتور عبد الوهاب محمد المسيري مفكر وعالم اجتماع مصري مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين، ماجستير أدب إنجليزي مقارن من جامعة كولومبيا، ودكتوراه أدب إنجليزي وأمريكي مقارن من جامعة رتجرز بنيوجيرزي. توفي في 2 يوليو 2008م.
أعود إلى التسليح والإنفاق عليه وإلى السلاح، الآلة التي يراد منها شل حركة الخصم أو قتله وتستعمل في وضعية الدفاع والهجوم، الآلة التي تطورت كثيراً في الحروب العالمية الأولى والثانية والحروب الباردة بدأت ترسانة الأسلحة في العالم في أزمنة ما قبل التاريخ مع العصي البسيطة، الأدوات الحجرية، الرماح الخشبية والمقالع البسيطة ثم تطورت فيما بعد لتتضمن الأقواس و السهام، وتقنيات الأسلحة البيضاء المعقدة ( السيوف، الرماح ..) و تطورت أكثر فيما بعد لتضم المدافع، البنادق، المسدسات الآلية، الدبابات، السفن الحربية، الطائرات الحربية، الصواريخ، والأسلحة النووية التي اتفق معظم البشر في العالم على إنها أكثر الأسلحة لا إنسانية على وجه الأرض، ومع ذلك تشير التقديرات إلى أن الإنفاق الكلي السنوي على الأسلحة النووية على الصعيد العالمي يبلغ حوالي 105 مليار دولار. وهذا يوضح ضخامة العبء الملقى على عاتق المجتمعات جراء الاستمرار في حيازة هذه الأسلحة. مجتمعات بأمس الحاجة إلى إعادة توجيه هذه الموارد المالية محليا نحو قطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية وبرامج التعليم، أو لمساعدات التنمية للبلدان الأخرى، فسيكون لذلك تأثيرات إيجابية لا عد لها ولا حصر على حياة الناس وكرامتهم، وعلى عزتهم واستقرارهم. لا مجال لدي للتطرق لنسبة الإنفاق على التسليح بوجه عام وأنا اتطرق للإنفاق على التسليح النووي؛ نظراً لخطورة الأسلحة النووية قياساً على باقي الأسلحة الأخرى. فقد أعلن في عام 2012م عن دراسة بشأن آثار الأسلحة النووية على البيئة في إطار تقرير «المجاعة النووية»› التقرير الصادر عن جمعية «الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية»، وجمعية «أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية»، يتنبأ بأن حتى مجرد اشتباك نووي على نطاق صغير نسبيا يمكن أن يسبب تغييرا مناخيا جوهريا، وأن تداعياته على البلدان البعيدة عن مسرح القتال ستؤدي إلى مجاعة تؤثر على أكثر من مليار شخص. فهل عندما استخلف الله الإنسان في الأرض من أجل عمارها، يُغيّر هذا الإنسان دوره على الأرض من العمار إلى الدمار!؟.