غسان محمد علوان
خسر منتخبنا السعودي للشباب اللقاء الختامي لبطولة آسيا لما دون 19 سنة، بضربات الترجيح والتي أهدت البطولة للمنتخب الياباني للمرة الأولى في تاريخه، وحرمت بذلك منتخبنا الشاب من تكرار الإنجاز للمرة الثالثة.
كل ما في اللقاء كان أخضر، هجوماً ودفاعاً. وكنا دون مبالغة الأحق بذلك اللقب الذي تحتاجه الكرة السعودية لترسيخ صحوتها الدولية من جديد. فعلنا كل شيء، ولم نسجل. صنعنا كل شيء، ولم ننتصر. وتلك مشيئة الله، ولعلها خيرة. جميلٌ جداً أن تشعر بذلك الحبور، وذلك الرضا، رغم الخسارة. فالخسارة الحقيقية هي غياب الروح، والتراخي عن تأدية المطلوب، وعدم بذل كل ما تملك انتصاراً لشعار وطنك، وإرضاءً لجمهورك، وتحدياً لنفسك كلاعب لتحقيق منجز كبير. ولأن رجالنا وشبابنا الخضر قاموا بكل ما عليهم، فقد وجدنا أنفسنا نغدق عليهم الثناء وعبارات التشجيع رغم مرارة فقد اللقب. فقد أثبتوا لنا وللقارة كلها، أن الفضة قادرة على أن تكون أكثر قيمة وتقديراً ومكانة من الذهب. فالتوفيق وعدمه هو من عند الله وحده، ولا اعتراض على ذلك.
ورغم ضياع اللقب، فإن منتخبنا الشاب يواجه استحقاقاً أهم وأكثر قيمة ومتابعة من البطولة الآسيوية، ألا وهو كأس العالم للشباب في كوريا 2017. فاللعب في هذا المحفل للمرة الثامنة هو إنجاز حقيقي، يلزمنا تجاهه رفع سقف طموحنا من مجرد المشاركة إلى تقديم منتخب محترم، يواجه تلك المنتخبات العالمية بمبدأ الند بالند. منتخب أتى لينافس قدر استطاعته، ولا يعرف الاستسلام لنفوس لاعبيه أو المسؤولين عنه طريقاً. مجدداً لن نطالبكم بما يفوق قدراتكم، ولن نطلب منكم مستحيلاً إن لم تتحصلوا عليه، ستجدون منا نقداً لاذعاً وتقريعاً حاداً. فيكفينا منكم أن نرى بأعيننا أنكم تبذلون كل ما تملكون، ولم تتهاونوا للحظة خلال تلك في مهمتكم التاريخية لكم أولاً ثم لمنتخبكم وتاريخه.
ولكي يتأتى لنا ذلك بعد توفيق الله، يجب علينا أن نوفر لهذا المنتخب الاستقرار اللازم، والثبات القادر على البناء فوق ما تحقق. أكبر الأخطاء التي من الممكن الوقوع فيها هي هدم كل شيء والبدء من جديد، بحجة أننا سنجهز منتخباً أفضل يليق بالمناسبة الأكبر.
نرجوكم لا تكرروا ذلك الخطأ الشنيع الذي حصل مع المنتخب الأولمبي في البطولة الآسيوية للمنتخبات الاولمبية تحت 23 سنة، والتي أقيمت في العام الماضي. ذلك الخطأ الذي كان بتغيير المدرب الوطني الخبير الكابتن بندر الجعيثن قبل بداية البطولة بأسبوع واحدٍ فقط، كان كفيلاً بتحطيم حلم مشروع لكل الجماهير السعودية التي علّقت آمالاً كبيرة على تلك المجموعة الرائعة من اللاعبين. وجميعنا ما زال يتذكر ذلك التصريح الشهير للاعب منتخبنا الأولمبي عبدالمجيد الصليهم الذي حمّل إدارة المنتخب كل الإخفاق، بتعيين مدرب لم يتمكن حتى من حفظ أسماء لاعبيه، وكان يناديهم بأرقام قمصانهم فقط!
نتمنى أن لا يتكرر ذلك العبث غير المبرر، وتستمر الأجهزة الفنية بقيادة المدرب الوطني الشاب سعد الشهري، ويطال هذا الاستقرار كل الأجهزة الإدارية المرافقة لذلك المنتخب. ولا نتمنى إطلاقاً إبعاد من تعب واجتهد، واستبداله بمن لا يعرف هؤلاء الشباب فقط لرغبته في مرافقة البعثة لكوريا واقتطاع جزء من بقعة الضوء التي ستتركّز على المنتخب خلال البطولة.
لنجرب لمرة واحدة أن ندعم الناجح، لنعتبرها مغامرة مجنونة لا أكثر وننشد التوفيق من الله.
خاتمة...
مكانتك يا بلادي دوم في القمة
من يوم كنتِ أيلين اليوم يا بلادي
بالعزم يا سعودي وبالجد والهمة
كلٍ شهد لك وكلٍ بسمك ينادي
يا منتخبنا نباهي فيك ونفاخر
نعشق فنونك ونعشق اسمك ولونك
(عبدالرحمن القريني)