الجزيرة - واس:
رأس معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أمس وفد المركز في المؤتمر السنوي السابع حول الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل الذي تنظمه المؤسسة الخيرية الملكية في مملكة البحرين بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) والصناديق الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي ويقام تحت رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الرئيس الفخري للمؤسسة وافتتحه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية.
وألقى الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة كلمة رفع فيها الشكر والتقدير لجلالة ملك البحرين وللقائمين على المؤتمر الذي وصفه بالمبادرة الإنسانية، معبراً عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر لتبادل الخبرات والمعلومات، متطلعا إلى استحداث وسائل متطورة لخدمة العمل الإنساني وتبادل الأفكار الذي يشهد حراكاً فاعلاً، واهتماماً من المنظمات الإغاثية والإقليمية والدولية في مقدمتها الأمم المتحدة التي بادرت بعقد أول قمة إنسانية عالمية على مستوى رؤساء الدول والحكومات في مايو 2016م.
وبين معاليه أن المؤتمر الذي انطلق اليوم (أمس) يأتي وسط متغيرات مهمة وتحديات صعبة على الصعيدين الإقليمي والدولي ويحتم مواجهة التحديات من خلال إيجاد نظام إنساني قادر على استيعاب الشراكات الجديدة لمحاصرة الأزمات الراهنة وتوفير المساعدة ومصادر التمويل للبرامج الإغاثية والاستفادة من الموارد المتاحة.
وقال الدكتور الربيعة: إن المركز باعتباره ذراع الخير للمملكة العربية السعودية يتحرك وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يأمر بإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، ثم توجيهات قائد المسيرة راعي النهضة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مدركين قيمة الشراكة الحقيقية مع الهيئات والمنظمات الإغاثية المحلية والإقليمية والدولية ودورها في اختصار الزمن للوصول إلى مناطق الاحتياج وتخفيف معاناة المحتاجين فيها، تماشياً مع المبادئ الإنسانية السامية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقاً لمخرجات القمة الإنسانية العالمية.
وأضاف معاليه: تمكن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بفل الله رغم عمره القصير الذي لم يتجاوز العام والنصف من استحداث منظومة إنسانية مكونة من 91 شريكاً محلياً وإقليمياً ودولياً، لتنفيذ أكثر من 123 برنامجاً إغاثياً بما يزيد على ملياري ريال سعودي خصص معظمها لمعالجة تداعيات وآثار الأزمات في المنطقة خصوصاً اليمن الشقيق منها 52 للأمن الغذائي والإيواء، و13 مشروعاً في التعليم والحماية والتعافي المبكر، و51 مشروعاً في الصحة والتغذية والمياه والإصحاح البيئي بالإضافة إلى 7 مشاريع في مجال الطوارئ ودعم تنسيق العمليات الإنسانية، وقد تم ذلك بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى ومؤسسات المجتمع الدولي.
ومضى معالي الدكتور الربيعة يقول: تبرز قيمة التآزر والتعاضد والشراكات الفعالة حين تبلغ الأزمة مراحلها حين اشتد الحصار غير الإنساني لبعض المناطق داخل الأراضي اليمنية مما اضطر المركز للتعاون مع شركائه الدوليين بمساندة من قوات التحالف لاستخدام البدائل المتاحة لكسر الحصار على تلك المناطق من خلال الإسقاط الجوي للأدوية والمستلزمات الطبية، وتم نقل اسطوانات الأكسجين على ظهور الدواب لإنقاذ حياة الشيوخ والأطفال والأمهات تأكيداً على جدية العمل الإنساني، موضحاً أن من مبادرات المركز الجديرة بالذكر دعمه لبناء قدرات مؤسسات المجتمع المدني عبر برامج المساعدات في الدول المستهدفة واستخدام التقنية الحديثة للتعليم عن بعد.
وأردف معاليه يقول: رسالتنا الإنسانية السامية والتزامنا بقيمنا الدينية ومبادئنا الأخلاقية تستوجب منا أن نكون كالجسد الواحد تكاتفاً وتعاوناً لتخفيف معاناة المكلومين دون تمييز، ولاشك أننا بحاجة إلى الإبداع والعمل الجاد والشراكة الفاعلة لمواجهة التحديات الإنسانية وإيجاد وسائل خلاقة لضمان التعامل مع الطوارئ والأزمات.. إنني إذ أؤكد لكم أن المملكة العربية السعودية ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حريصة على تعميق قيم التضامن والتعاون ومواصلة الجهود لتعزيز العمل الإنساني المشترك مع شقيقاتها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنظمات والهيئات الإغاثية الدولية نتطلع إلى دعم تنسيق برامج التعاون بين الدول الخليجية والإقليمية والدولية، والاستفادة من تجربة مكتب تنسيق العمل الإنساني الخليجي الذي يتشرف المركز أن يكون مقراً له، وكذلك التركيز على التعاون في إجراء الدراسات والبحوث الميدانية التي تصب في مصحة العل الإغاثي والإنساني واستحداث برامج تقنية وإبداعية لزيادة فعالية العمل الإنساني.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الذي يستمر يومين يشارك فيه أكثر من 250 شخصية تعمل في المجال الإنساني في مختلف المنظمات والمؤسسات الخيرية والإغاثية من شتى دول العالم بالإضافة إلى المهتمين في هذا الخصوص.