جاسر عبدالعزيز الجاسر
تواصل الأجهزة الأمنية السعودية والإدارات المساندة لها في وزارة الداخلية تحقيق مزيد من النجاحات التي تتمثل في إجهاض العمليات الإرهابية بإجراءات استباقية تظهر المستوى العالي من الاحترافية والمهنية المتميزة للأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية، وهذا التميز جعل المملكة واحدة من أقل البلدان في العالم التي لا تستعمل أجهزتها الأمنية والقضائية عبارة (سجل ضد مجهول)، إضافة إلى قدرة هذه الأجهزة إلى الوصول إلى الجناة من مرتكبي الجرائم الإرهابية وغيرها من الجرائم الجنائية في فترة قياسية، معظمها لا تزيد عن أربع وعشرين ساعة، وهو ما لم يتحقق في أكثر الدول تقدماً وقدرة على مواجهة الإجرام والإرهاب، بالرغم من اتساع وكبر مساحة المملكة العربية السعودية واستضافتها ملايين البشر من أكثر من 154دولة، سواء من الذين قدموا للمملكة للعمل أو الذين قدموا لها لاجئين هرباً من طغيان حكوماتهم، وتشكل هذه الفئة بيئة خصبة ومحتملة لتسرب عناصر إجرامية وإرهابية، وهو ما يضيف أعباء كبيرة على الأجهزة الأمنية والدوائر الحكومية الأخرى، ليس فقط في تأمين حاجياتهم، بل وتأمين الأمن لهم وللمواطنين والمقيمين؛ فهؤلاء الذين قدموا للمملكة بصفة لاجئين يستحقون الرعاية لا يمكن الجزم بأن لا يستغلوا، وتدس الأجهزة المعادية في أنظمة معروفة بخروجها على القيم الإنسانية والأخلاقية وترسل مخربين وإرهابيين ضمن هؤلاء، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على أجهزة الدولة جميعاً، وليس على الأجهزة الأمنية، فعملية فرز وتنقية من يصل إلى المملكة العربية السعودية والذين تصل أعدادهم إلى الملايين ليس بالأمر السهل، وتتصدى له دوائر عدة بدءاً من القنصليات السعودية التي عليها التأكد من نظافة السجل العدلي للمتقدم الذي يسعى للحصول على تأشيرة دخول للمملكة إلى العاملين على منافذ الدولة من رجال الجوازات إلى الأجهزة المساندة من رجال المباحث العامة، وحتى المواطنين والمقيمين، وبالذات من الجاليات التي تضم لاجئين الذين لابد وأن يكونوا على علم بنوايا الأشخاص غير السويين والسيئين الذين اندسوا بين صفوفهم، وهؤلاء يسيئون إليهم ويضرونهم أكثر من غيرهم، وعليهم الإبلاغ عن أي شخص يرون في تصرفاته سلوكاً مريباً، فمثل هؤلاء لا يخفون على أحد، وبالذات من جماعاتهم، فعادة ما يكونون شاذين في تصرفاتهم، ويثيرون النقاش والبلابل وكثيرو الشكوى ويميلون إلى تشكيل الجماعات ويعيشون فيكتلات، وهؤلاء الذين كشف العديد منهم رجال الأمن والمباحث العامة لا يمكن أن يظلوا بعيدين عن العيون اليقظة، سواء من رجال الأمن أو من أبناء الجالية التي ينتمون إليها، وقد أفلح تعاون الأجهزة الأمنية واليقظين والشرفاء من أبناء الجاليات في كشف هؤلاء الإرهابيين المندسين، وهو ما أظهرته العمليات الاستباقية للأجهزة الأمنية الأخيرة التي وصلت إلى العديد ممن يتسترون تحت عباءة اللاجئين.