يوسف بن محمد العتيق
لم يهتم العلماء السابقون بموضوع كموضوع نقل الأخبار، ووضع منهجية لهذا السلوك الإنساني الفطري، فنقل الخبر لدى البعض قد يكون تسلية لا أقل ولا أكثر وهنا مكمن الخطورة، حيث تستمتع بعض النفوس بنقل الخبر دون تثبت فتنشأ الشائعات التي تؤثر على كل مناحي الحياة الاجتماعية.
وعودا على سلفنا الصالح الذي وضعوا ما يسمى بـ(علم الرواية) والذي كسب تقدير الجميع، حتى أن هذا المنهج أصبح محل تقدير غير المسلمين، ومحل دراسة المستشرقين.
ففي تاريخنا التأليفي عشرات (إن لم يكن مئات) المصنفات كلها تحت هذا الموضوع وهو الحديث للآخرين، ونقل النصوص الشرعية عن المتقدمين.
حتى أن الخطيب البغدادي وهو عالم حديث ومؤرخ كبير توفي في النصف الثاني من القرن الخامس ألف العديد من الكتب في هذا المجال كان تاجها وعلى رأسها كتاب (الكفاية في علم الرواية) الذي شدد في موضوع التثبت في نقل النصوص.
وقبل الخطيب البغدادي وبعده العلماء يكتبون في هذا الموضوع كتبا مستقلة أو داخل كتبهم يحذرون من هذا الداء الخطير، وهو نقل الكلام دون أن يمر على معيار العقل والتفكير.
والآن نحن بأمس الحاجة إلى تفعيل ما يطرح في هذا الكتاب من دعوة للتثبت قبل نشر الأخبار عن الآخرين، وبخاصة أننا بدأنا نجد بعض مواقع التواصل الاجتماعي أخذت على عاتقها دورا غير إيجابي في نقل هذه الشائعات، وفي الوقت نفسه نجد أن بعضا ممن ينقلون هذه الشائعات لم ينقلوها بحسن نية أو لأجل التسلية، بل لأهداف خبيثة تصدر من أعداء الوطن.
إذن خلاصة الحديث أنك أحد الجنود الواجب عليهم الدفاع عن الدين والوطن من خلال أن إيقاف مسلسل الشائعات الذي يفتك بالمجتمعات حتما لا يقل عن الحروب والمخدرات وقد يكون أكثر في ساحة الاقتصاد.