محمد البكر
- هذه حقيقة.. أقصد أنني شخصياً وأظن أن الجماهير السعودية معي، فرحنا فرحاً كبيراً وربما لا مثيل له منذ زمن ليس بالقصير، بعد فوز منتخبنا للشباب على المنتخبين العراقي والإيراني في نهاية الأسبوع الماضي. صحيح أننا قبل ذلك فرحنا بتأهل منتخبنا لكأس العالم للشباب، إلا أنّ فرحنا بـ(دق خشوم العراقيين والإيرانيين). فنحن لن ننسى صحافة العراقيين الذين نشروا صورة لمنتخبنا بلباس داعش، والعنوان القبيح قباحة وجوههم، عندما أسموه منتخب الدواعش، ناهيك عن حلقة اللطم النتنة بعد تسجيلهم هدف التعادل. كما لن ننسى المواقف العدائية للصحافة والجمهور الإيرانيين.
- فرحنا بتأهل منتخبنا لكأس العالم، ليس بأكثر من فرحنا بهذا الجيل الجديد من اللاعبين السعوديين الشباب. أكثر من نجم شاهدناه ذكرنا بالعصر الذهبي للكرة السعودية، وتنافس مثير بين لاعبينا على لقب الهداف، ووصول مشرّف للكرة العربية بغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية أمام اليابان يوم أمس الأحد.
- سعد الشهري هو الآخر كان نجماً متميزاً، حاضراً الذهن، قارئ جيد للفرق، هادئ الأعصاب، مشروع مدرب وطني قادم. هذا المبدع بحاجة إلى اهتمام من اتحاد الكرة ومن الهيئة العامة للشباب والرياضة، من خلال دورات تأهيلية في الأكاديميات العالمية. وعندما أكتب عنه فإني لا أكتب من باب التعاطف معه كمدرب سعودي، بل لأنه نجح بامتياز، وتفوق على أقرانه من المدربين الأجانب المرافقين للمنتخبات المشاركة. ولقد استمعت لكلامه في المؤتمرات الصحفية بعد المباريات، وكان حينها مقنعاً لمن يفهم في التحليل الفني لكرة القدم.
- النجاح الذي حققته الكرة السعودية في البحرين، يعتبر نجاحاً للجميع في الجهازين الإداري والفني واللاعبين، وكذلك نجاحاً يسجل لاتحاد الكره في أيامه الأخيرة، ولرئيس الهيئة العامة للشباب الذي كان متابعاً ومؤثراً في نجاحات منتخبينا الأول والشباب.
الاتحاد والهلال دروس وعبر
- التهنئة أولاً لفريق الاتحاد لاستعادته صدارة فرق الدوري بفوزه على الهلال. التهنئة ليس فقط للنتيجة والنقاط الثلاث، بل على الروح القتالية والإرادة الصلبة والرغبة القوية للنمور لتجاوز أحد أفضل الفرق السعودية هذا الموسم «فريق الهلال» الذي كان يلعب على أرضه وبين جماهيره.
- تلك المباراة أكدت، أن الكرة أهداف، وأن الاستعراض والاستحواذ على الكرة والوصول لمرمى الخصم، لا قيمة له طالما لم يكلل بالتسجيل. كما أكدت أيضا المقولة الشهيرة «إن لم تسجل فسيسجل في مرماك». فالهلال لعب الشوط الأول كما لو كان من الفرق الأوروبية، فتناقل لاعبوه الكرة وأحرجوا نجوم العميد، لكنهم أضاعوا فرصاً بالجملة. وعندما جاء الشوط الثاني تحرك النمور فهاجموا وسيطروا وسجلوا، تاركين الحسرة والندم على وجوه لاعبي الزعيم. هذه كرة القدم وهذه كواليسها.
- خسارة الهلال بقيادة مدربه الجديد السيد رامون دياز، لا شك أنها موجعة للمدرب كما هي مزعجة لإدارة الزعيم وجماهيره، خاصة وأنها جاءت بعد نجاح المدرب المؤقت الذي أوصل الهلال للصدارة والدور ربع النهائي لمسابقة كأس ولي العهد. لكنها يجب ألا تكون معياراً للحكم عليه أو تقييمه، خاصة وأنه تسلم الفريق في منتصف الدور الأول.
فرق تربح وأخرى تترنح
- يحقق الرائد نتائج رائعة هذا الموسم دفعته للمركز الرابع، ومنافسا قويا للفرق الكبيرة. وهو بذلك يذكرنا بجاره وعدوّه اللدود فريق التعاون الذي كان في الموسم الماضي أحد الفرق التي يشار إليها بالبنان. ونجاح هذين الفريقين، يضيف لمدينة «بريدة» نجاحاً وتميزاً غير ميزة «تمرها» وخاصة «السكري». سؤالي.. لماذا تنجح بريدة في التسويق لمنتجاتها، بينما تبقى جارتها «عنيزة» بعيدة عن منافستها كروياً وزراعياً وجماهيرياً!!!؟
- القادسية يسجل سقوطاً مدوياً في كل مبارياته. هفوات دفاعية بسيطة، وحظ سيئ، وأخطاء تحكيمية كثيرة، عوامل متباينة كانت محصلتها الوحيدة «نحو الهاوية». ليس أمام الإدارة القدساوية إلا خيار الصدمة. ولكم تحياتي.