في بعض مجتمعات العالم تتعدد الشخصيات وتختلف باختلاف العادات والطباع و تتوافق في مبدأ الاختلاف..
والتحفة في بعض المجتمعات أن بعضهم يكذب الكذبة ويصدقها!
فيزعم بشيء ليس به.
ويخبر عن شيء هو لا يعلم فيه شيئا أصلاً.
وفوق كل هذا وذاك.. يصدق مزعمه فلا عين رأت ولا أذن سمعت!
وعلى مقولة «يكذب الكذبة ويصدقها».
تعلمنا من قبل أن الكذب الدارج على القول ثم السكوت عنه يظل في أيقونة الكذب الزائل.
أي لا تضخيم عليه ولا اعتراض فالجميع يعرف أنه كذب في كذب والسكوت عنه يزيله.
أما الكذب الذي يتبعه عمل وتداول في القول فهذا يضخم وينتشر كالنار في الهشيم ليعود لصاحبه فيصدقه!!!
فيسعد به كما لم يسعد بشيء من قبل..فهو على مذهب (يكذب الكذبة ويصدقها).
فليس غريباً أن يصدقها ففيها سعادته المزعومة، المبنية على أسبقية الخبر او المبنية على رفعة نفسه ليصبح في أعين الناس « الرجل المهم أو الشخصية النافذة المطلع على كل شيء».
لدرجة تصل به لجنون العظمة فلا أرض سعته ولا سماء!
الأكثر غرابة أن تجد من المطبلين والمزملين من نحسدهُ عليهم!
ولكن نشوة العظمة وجنونها قد تأصلت في النفوس والقلوب فماتت في العقول حقيقة الواقع وأصبحوا يعيشون على زيف الخيال والكذب.
حيئذ يصبح للكذبة وزن، وتصبح الأولوية في نقل الخبر، قبل التأكد منه وهذه طامة كبرى.
فالكذبة أصبحت مبنية على الثقة، وهذه واقعة تسجل في زمن العولمة.
مع باقي الوقائع.. «ادعاء الألقاب والشهادات والقول على غير العمل والإشاعة تسبق صحة الخبر وهذا غيض من فيض».
ولك أن تشاهد ماحولك بعين العقل ستجد من المطبلين وأتباع المطبلين الذين لا يعرفون شيئا سوى القيل والقال.
- جدة